استيقظ ليجد نفسه في أحدى غرف المستشفى وهُنالِكَ ألمًا مريعًا يستوطن بطنه، ما كاد يُحرك نظره بعيدًا لاستكشاف المكان وإذ هُوَ يجدها بقربه جالسة وواضعة يدها داخل يده ورأسها على حافة السرير وَهِيَ غافية، وفي الحال لاحظ أثار البكاء أسفل عينها وعلى وجنتيها..-هَلْ استيقظتَ!
تنهض مفزوعة ليس كأنها الغافية لتوها، بدا وكأن الغفوة قد سرقتها بُغتة ولم يكن النوم مُخططًا يحتمل أن يزور عينيها، ناظرته ودموعها على حافة من النزول، تاركته في موقفٍ صعبٍ.. رغم إنه لم يكن من أبكاها ولَكِنها لأجله بكت، وخوفًا عليه بكت! وهذا ثقيل عليه..حاول ورفع جسده فأخبرته ألا يتحرك فأنه سيتألم لَكِنه طمأنها وقال: لا تقلقي، أنا بخير..
اعتدل بجلسته لمقدار النصف وساعدته هي ورفعت الوسائد رغم إنها لازالت تراقب وضعيته بقلقٍ وغير رضا، ناظرها وقال كرَّة أخرى في نية إزالة الخوف والقلق عنها ويرسم بسمة لا تتلائم مع الحال الَّذي عليه جسده المطعون: أنا بخير، كُلَّ ما في الأمر إنها طعنة سكين! شيء بسيط..
ناظرته في حالة من عدم الاستيعاب، ثُمًَ قالت: ماذا؟
واصل هُوَ في دحض أي خطبٍ ممكن في الموضوع: حسنًا.. طعنة كهذِهِ لن تقتلني..
ويسارع للتبرير قبل أن تفهمه بطريقة خاطئة: لا أقول هذا لأنني تواقٍ للموت..استغرقت ثانيتين لتستوعب إنه يحاول امتصاص خوفها وقلقها فضحكت لأنها ادركت مدى لطافة محاولاته، وعندما رآها تضحك ابتسم وقال غير مستوعبًا سبب ضحكها: ماذا؟ لماذا تضحكين؟
تنهَّدَت أخيرًا وقد عادت واختفت ضحكتها وناظرته بنظراتٍ حزينة لم تستطيع أخفائها، حيث قالت والغضب يأكل عينيها: عندما رأيت تلك الشنيعة خارجة من غرفتك.. كنت سأقتلها!
ناظرها مندهشًا مما قالته فسألها عما حصل، فناظرته نظرة فيها تردد ثُمَّ قالت: حسنًا.. من الواضح إنني لم أقتلها حَتَّى الآن..
كان من تعاببر وجهها المشبوهة يصعب عليه الاطمئنان أو طرد تلك الأفكار في عقله، وَهُوَ يسأل نفسه إن هَل يُعقل إنها لم تفعل شيئًا متهورًا؟ وقد خاطره الشك القاتل لذا قال: غير القتل، هَلْ حصل شيء سيء؟
لاحظ إنها عدلت جلستها فجأة وتنهَّدَت بينما تقطع التواصل البصري معه ثُمَّ تعود وتنظر له قائلة بتذمر وهي تنوي تشتيت أفكاره وجعله مركزًا معها: لنغيّر الموضوع الآن، أنا لا أًريد التحدث عنها..
وتتنهَّدَ بطريقة مُحبطة جعلته يتحرى الرضا في تعابير وجهها لذا أخذ بيدها وترك قبلة على ظاهرها وَهُوَ يتمتم ب : حسنًا دعنا ننسى هذا الأمر الآن..
ناظرته مطولًا وهي تشعر بكم هِيَ محظوظة لأنها تملك زوجًا مثله، ولانت نبرة صوتها وهي تسأله: هَلْ تتألم؟
فيهزّ رأسه على الفور وينفي الأمر بالقول للمرة الثالثة على التوالي: أنا بخير.

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romance"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م