٠٠٦

707 41 150
                                    


بعد إدْراكهم لِهَذا الهجوم المُباغت اتَّخَذَ كلاهما أُسْلُوبًا مُناقضًا للآخر، فكَان كاي يجاهد بتظليلهم بِالقِيادة بِطريقةٍ متعرجةٍ وَزَادَ مِن سُرعته قدر الإِمكان بِانْتِظار أَوَّل منعطف يسلكه لتضييع أَثرهم.. ولكن سيهون يتحرك بطريقة مُختلفة تمامًا فيمدُ يَدَهُ لإِخْراج مُسَدَّسًا مِن مكانٍ ما بالسَيَّارة ثم يلتفتُ نحو النافذة وهو على وشك إنزال الزجاج للبدء بالردٍّ من خلال الرصاص كما يفعلون بالضبط.

لكن كاي وفي اللحظة الأَخيرة يضغط على الزِرِّ بجانبه لقفل كُلِّ نوافذ السيارة فتُصبح محاولات سيهون عديمة النفعِ وهذا يجعله يلتفت لكاي غاضبًا وهو يأمره بإبطال مفعول القفل عن النوافذ، وبدل محاولة إِقناعه بالتخلي عن هذه الفكرة يأخذُ سلاحه من يَده بطريقة خاطفة ثم يرميه نحو المقاعد الخلفية بطريقة إسْتَفزَّت سيهون وجعلته يصرخ:

مالَّذي تفعله!

لكنه ينعطف انعطافةٌ حادةٌ ومفاجئة تجعل سيهون يفقد توازنه وبسبب هذه الطريقة الَّي تجاهل فيها كاي رأيه ورغبته تمامًا، تَمَرَّد سيهون وحاول اسْتِرْجَاع مُسَدَّسه والدفاع عن نفسه بالطريقة الَّتي يراها أَفضلَ ورغمًا عن أنف كاي يقول:

سأُري أُولَئِكَ الأَوغاد حَدّهم!

لكن بعد كُلِّ تلك الرصاصات المتعاقبة على الزجاجة الخلفية للسيارة حدث أنْ تحطمتْ وأنهدمتْ بالكامل تاركة ظهرهم عارٍ وفي عزل عن أيِّ نوعٍ مِنْ أَنواع الحمايةِ! وبعد هذا التطور المُخيف تَجمد سيهون في مقعده خافضًا رأسه للأسفل وهو يشتم بكُلِّ أنواع الشتائم بسبب هذا العجز المُذلِّ!

نظر كاي في المرآة الجانبية المتفطرة وهو يظنُ إنها ستكون النظرة الأَخيرة.. لكنه يتفاجئ برؤية تلك السيارة تنسحب بهدوء بعد كُلِّ ما حصل.. وُهنا يخفف الضغط على السرعة وتتحرك أقدامه فورًا للضغطِ على المكابح وإيقاف السيارة بعد مُدَّةٍ طويلةٍ بسبب سرعتهم الهائلة..

وبسبب هذا التوقف المفاجئ للسيارة يفتح سيهون عينه الَّتي أَغْلقها لوهلة بانْتِظار الموتِ، فيحدق بالمرآة الجانبية في محاولة لفهم ما يحصل في الخلف لَكِنَ الشيء الوحيد الَّذي اسْتَطاع فهمه هو أن صوت ذلك الرصاص قد توقف بعد الآن!

لَكِنَه رغم ذلك يلتفت لكاي صارخًا به: هل جُننت! لا تتوقف لا بُدَّ من أنَّه فخّ!

رغم صراخ سيهون الَّذي أنتهى به وهو يجره من ياقته مهددًا إياه أنه إن توقف الآن فسيجر المقود من يده ويقتل نفسه ويقتل كلاهما! لَكِنَ كاي يضغط على المكابح  بطريقة أقوى مما يفعل حَتَّى تتوقف السيارة أخيرًا على جانب الطريق قبل أن يلحق سيهون على تنفيذ تهديده!

سيهون الَّذي أدركَ توقف السيارة بالفعل يُفلت ياقة كاي نافضًا إياها بعنف ثم يمد رأسه وهو يحاول النظر عبر النافذة بِحذر، فيضغط كاي على الأزرار ويُنزل النافذة من أجله حتى يتمكن من الاسْتيعاب إنهم قد غادروا بالفعل!

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن