٠٢٣

36 5 212
                                    


كانت خطواتها تسابق بعضها البعض للوصول الى الحمام بتسارع شديد، وعندما تصل أخيرًا وتنفرد بذاتها ترمي حقيبتها على المغاسل وتسند كلتا يديها هًنالك للحظات، اغمضت عينها بقوة ورددت داخل عقلها: غبية، غبية، غبية!

ثُمَّ تبتعد وتمشي خطوتين لليمين وتعود مثلها لليسار وَهِيَ تتنفس بعمق محاولة أمداد عقلها بالاوكسجين الكافي لجعله يستوعب ما قامت به لتوها! وقفت ونظرت لنفسها في المرآة لثانية وَعلى وجهها تعابير الشعور بالندم، ثُمَّ نظرت لكف يدها وودت لو تبرأت منه تلك اللحظة:

كيف خولت لَكِ ذاتك أن تصفعيه! من سمح لكِ؟ حبيبي.. لا بُد أنه تألم!

وتلتفت مجددًا لتسند هذِهِ المرَّة ظهرها على المغسلة ورائها، وتتنهَّدَ بعمق شديد وقد أسدلت أجفانها فوق حدقتيها لبرهة من الزمن، وَكان عقلها لا يفكر إلاَّ به:

نظرته المصدومة.. حبيبي لقد ناظرني كما لو إنني سفاحة لبرهة! لقد انتهت فرصي المعدومة أصلًا معه! فقط لو أعرف من أين لكبريائي الجرأة لفعلها!

ثُمَّ تفتح عينها وتستوعب مجددًا بتذمر أكبر من السابق: لازال فض الخلق سيء اللسان! لكنه مقارنة مع ما أعرفهم من البشر.. إنه الالطف فقط!

ويباغتها عقلها بأدراك آخر: إنه أوسم من الصور! رحمتك يا إلهي لم ترى الفتيات لعنة جماله بشكل واضح على الانستغرام!

تنتحب بلا صوت عندما ترى إنها تضعف له حَتَّى في هَكَذَا موقف، ولا تعلم لو كانت قد خربت قصة حبها المخربة أصلا.. وَلَكِنها تهدء لبرهة وقد تمكنت من تمالك نفسها..

في تلك الأثناء تصلها أصوات غريبة كانت تقترب منها بشكل تدريجي كأن القائل كان يمشي باِتجاه الحمامات أو يمر من جانبه:

أنت تتهربين مني الآن يا جيني ولكنك يومًا ما ستجرين ورائي لتترجيني حتى لا أفضحك أمام كاي!

سمعت كاتيا أسم جيني وعندما اقتربت ومدت رأسه من الباب لمحت جيزيل الَّتي سحبت جيني هذه المرَّة من عضدها لمنعها من مواصلة المشي، فتبدلت تعابير وجهها لعدم الاعجاب وقد تمتمت:

هذِهِ الشمطاء هِيَ السبب وراء ضيق اخلاق سيهون ومعاناته.. ألم تمتْ بعد؟

خلعت كاتيا كعبها وصارت تقف حافية على الأرض واسندت ظهرها عند الجدار وَهِيَ تحضر هاتفها للتصوير:

اتركيني! أنت آخر من يتحدث عن الفضيحة هنا! لقد أخبرتِ جَدّي عن إن سيهون يحبني فقط لجعله يزوجني لتوماس بالقوة!
تتوقف جيني لبرهة لأخذ أنفاسها، بدت غاضبة جدًا وجِدّيّة بطريقة تقول إنها لن تملك شيئًا لخسارته لو نفذت جيزيل تهديداتها، لذا تشدد الموقف وتُصعده لمستوى أعلى عندما تُضيف:

هَلْ أخبرته عمَّا فعله أبنك معي ذَلِكَ اليوم؟ لقد تحرش بي بسبب ثمالته!

تسكتها جيزيل على الفور فتغلق فمها بيدها ثأرًا واستنكارًا لما قالته جيني وَقد همست لها عند أذنها بينما تتلفت من حولها لرؤية لو كان أحدهم قد رأهم أو سمعهم: فالتخرسي أيتها العاهرة! ومن جعل قلب أبني معلق بك كُلِّ هذه السنين! ألم تكوني أنتِ..

لَعْنــة فـالْتـَـردُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن