أطعمتها الكعكة الفاسدة بدل الحلوة في فرحها هذا، أتقنت الطريقة الَّتي زعزت فيها حماسها وكبت فوقها التردد والخوف! أمرآة تكرهها لدرجة إنها تبحث في حياتها بهذا التدقيق فقط لتصيد الاخطاء والفرص!اِتّجهت جيني لتجلس على سرير بقدمين ترتجفان أوصلتها بالقوة إلى عند السرير وعندما وصلت.. رمت جسدها عليه بقوة! وقد قبضت بيدها على ملاءة السرير بطريقة شديدة كأنها تُعبر عن كُلِّ شعورٍ سلبي وشعور غاضب هُوَ في داخلها!
تنفست بعمق، حاولت السيطرة على نفسها وطرد هذه الأفكار السلبية من خلال إعادة السيطرة على أنفاسها، ومسحت دمعتها بسرعة قبل أن تنزل!
كرهت نفسها ألف مرَّة، كرهت الأنانية الَّتي صارت تتصف بها في سبيل نيل سعادتها الشخصية! في حين إنه الطرف البريء في هذه القصة! لم يُفرط بها ولو كان هذا بأسم الحُبّ، لَكِنها فرطت به تحت مسمى الزواج! زواج حقيقي كما أكد عليها في عرضه للزواج بعينين وبنظرة كأنها تخاطبها وَتقول: أنتَ تُدركين مدى جِديّة الأمر بالنسبة لي؟
لا تعرف كيف خرجت منها كلمة "موافقة" بتلك الطريقة الخالية من التردد بل خرجت بنبرة صارخة وابتسامة ملأت وجهها، شعرت وَقتها إنها قامت بشيء بديهي، شيء لا يستحق حَتَّى التفكير مرتين! إنها فُرصتها في نيل الحُبّ بالطريقة الََتي تستطيع!
ليس لديها أدنى شك في إنها واقعة بغرامه، بل إنها في كُلِّ يوم تُصبح أكثر يقينا من إنه الشخص الَّذي يستحق امتلاك قلبها!
وَلو كانت القلوب خزائن محمية بأقفال لحملت المفتاح وأعطته له بملئ إرداتها! هي واثقة منه لهذِهِ الدرجة..
لَكِن المُشكلة تكمن فيها وَليست ذنبها الشخصي!
طُرِقَ الباب فجأة فأعاد ذَلِكَ الأدراك لها وجعلها تنظر من حولها وتنظر للساعة تحديدًا لتجدها تُشير للسادسة مساءً، ثُمَّ تستوعب إن عليها فتح الباب لأنه قد طُرِقَ لتوه لذا تنهض وَهِيَ تأخذ أنفاسها بعمق وتحاول ازالة أثار الانهيار عن وجهها فتمسح خط رمشيها برقة وترفع عينيها للأعلى لإعادة بقايا الدموع لمكانهم الصحيح.
وَعندما تفتح الباب ويظهر الطارق من وراءه تشعر بالرعب لبرهة!
-جيني.. ما بال وجهك يبدو شاحبًا ؟ هل أنتِ بخير؟
يُحدثها سيهون الَّذي تفاجئ لرؤية حالها هذا وكان قد خطى خطوة باِتّجاهها مع قلقه ذَلِكَ وَلَكِنها هي أيضًا رجعت خطوة للخلف وَفي تلك الأثناء لاحظت للتو إن جون كان يقف وراء أخيه يناظرها هُوَ الآخر ببعض الاستغراب.. هذا يعني إن سيهون لم يأتي بمفرده إلى غرفتها في اليوم الّّذي يكون فيه خطبتها لأخيه.. أدركت.
جعلها ذلك تشعر بالراحة قليلًا، وعندما لمحت تعابير وجه سيهون الَّتي ركدت فجأة أحَسَّت بنوع من الذنب، لقد أساءت ظنه.. فكَّرت.

أنت تقرأ
لَعْنــة فـالْتـَـردُو
Romance"ستكون أنتَ كبير هذه العائلة بعد الآن، وبصفتك كبيرهم فأنت تملك الحق المطلق في أي نهج تتبعه" . " حتى لو أعدت تربيتهم من جديد؟" . "حتى لو أضطررت لأعادة تربيتهم من جديد." . . . . بدأت: ٢٠٢٤/٧/٢٣م . . أنتهت: ٠٠٠٠/٠٠/٠٠م