جلس أفراد العائلة جميعهم في مقاعدهم
لم يتبقى سوى سوكجين..واقفا ، شاردا في كرسيه
هنا حيث تناول اول طعام له من بعد حليب امه ، وهنا حصل على الملعقة ليأكل اول مرة لوحده ، وهنا حيث كانت الضحكات والقهقهات الصادرة منه لا تنتهيولكنه يتسائل؟..أين ذهب كل شيء؟!..لما لم تعد والدته تعد الطعام له؟..لما لم يعد يستطيع الأكل بمفرده؟..لما لم يعد ذلك الشخص المرح كما كان من قبل؟
ربما لأن!
ربما لم تعد امه تعد الطعام له لانه لم يعد صغيرا ويمكنه تدبر امره ، لكن المسؤولية التي حملت له كانت اكبر من طاقته على التحمل..ربما لم يعد يستطيع الاكل بدون مساعدة بسبب قسوة قلب امه عليه قبل اصابعه المكسورة
ربما لم يعد ذلك الشخص المرح بسبب ما مر به
لم تكن مرحلة وتنتهي..كانت حياته كلها..!من كان حرا وشجاعا البارحة اليوم مسجون بعقله
تعذبه ذكرياته..تؤلمه افكاره
غاص وغاص في أعماق عقله وكان سيغرق بدموع وصراخ يملئ روحه قبل عقله لولا ذلك الصغير الذي تعلق بقدمهكان جيمين..يبكي بحرقة
جيمين يشعر ان الشخص الذي امامه ليس غريبا عنه
كان يمسكه بقوة خشية أن يذهب بعيدا عنه بينما يبكي بحشرجةوما كان من المسكين سوكجين إﻻ ان يجفل ويغلق عينيه بقوة منهار على الارض ، وكعادته احتضن قدماه بقوة ، خبأ وجهه في ركبتيه على الفور بينما يرتجف خوفا محاولا ان لا يبكي
وما كان من الصغير الا رفع صوت وحدة بكاءه مقتربا من المرتجف امامه مطالبا بحضن منه!
كان يريد ان يملئ كل تلك السنتيمترات التي تفصل بينه وبين اباه
يريد ان يشعر اباه بشوقه وحنانه وانه بخير الآن وليس العكس
يريد ان يضم اباه الى صدره
يريد ان يخفي كل تلك الجروح والكدماتشعر سوكجين بنوع من الراحة مع ملامسات الطفل ليداه ومؤخرة راسه وشعره ، شعر براحة لم يشعر بها منذ وقت طويل ، شعر وكأن كومة اللحم التي امامه ستشفيه من آلامه وأوجاعه وأحزانه..
احتضن سوكجين جيمين بكل ما أوتي من قوة
متناسيا تماما جروحه وكدماته ، متناسيا تماما كل آلامه وأحزانه وهمومهكل هذا أمام تلك العائلة
تلك العائلة التي كانت السبب في تفريق الابن عن اباه
وايضا كانت ذات العائلة التي جمعتهما
بكت ازميرالدا بحرقة
واخيرا جيمين يمكنه ان يحظى بأب عظيم مثل سوكجين
كانت قلقة ان يكتشف جيمين مستقبلا ما فعلته أمه بأبيه
كانت خائفة ان يعيش ابنها بدون أب مثل ما عاشت هي
خافت ان يعاني مما عانت هي..كان الجميع سعيد بتلك اللحظة
فمن الممكن ان يحظى سوكجين بلحظات سعيدة مع طفله كعلاقة عم وابن أخيه بدون أن يعلم أي شيء عن حقيقة كون جيمين طفله حقا
الى أن تفوه جيمين بما لا يرضي مخططاتهم!
أنت تقرأ
The White Room
Mystery / Thriller"الخوف ذكاء فطري وغريزي..وما نسميه شجاعة غالبا ما هو إلا إندفاع غير محسوب النتائج من مجموعة من الحمقى الذين لا يجيدون استخدام عقولهم..الشخص الذي يحسب الاحتمالات والعواقب لكل تصرف يقوم به ويضع الخوف أمامه كرادع هو إنسان يملك عقلا نشطا ومتقدما وليس لد...