همست ازميرالدا باسم زوجها ، مصدومة من ما تراه على جسده ، شيء في أعماقها يحرقها بشدة
أهي نار الهوى؟ ، أم لهيب الجوى؟لم يعطي زوجها لها أي اهتمام ، كما وكأنها لم ولن تكن أمام مراى عينيه بعد الآن ، كما لو أنه لن يستطيع رؤيتها حتى وإن كان يحمل عدسة مكبرة..
أهلكتها خواطرها ظنا منها أنها حقيقة وليست خيال ، غير دارية بما يجول في عقل الرجل الذي كان يسابق القمر في سطوعه ، غير دارية بأن ظلمات الفضاء قد ابتلعته ، فأضحت السماء بلا قمر تستضيئ به ، فلم يعد يضفي الليل ربيعا لحياة الناس ، ولم يعد النهار يمسي بنوره كما كان..
فالنور يصبح بلا فائدة إن لم يكن للظلام وجود..
فما فائدة أن أجلس في النور إن كنت لا أعلم جدواه؟
كما لا جدوى للنهار بلا ليل..خلقت المساوء لتعلمنا فحوى النعائم
فجميعنا نعلم أنه ليس هناك نور بلا ظلام ، علم بلا جهل ، نهار بلا ليل..فما معنى بقائنا في النور إن لم نكن نعلم بوحشة الظلام؟
وما معنى تعلمنا للامور إن لم نكن جاهلين بها مسبقا؟
وما معنى ظننا أن الحياة جميلة قبل أن نشعر بوحدة الليل؟اقترب السيد جايكوب من وليده واضعا يده على كتفه لعل هذا يعطيه من الاطمئنان ما صعب على الحياة منحه إياه
لكنه لم يزد من الأمر سوى حدة
لان سوكجين ذعر واضطرب من وجوده ، حيث انه لم يكن يعرف انهم بالغرفة معه منذ البداية ، لانه كان مشغولا بالتفكير
رغم ذعره إلا أنه لم يرفع وجهه للنظر في وجه ابيه ، حيث لو أنه كان معذبه لكان قتله اذا تجرئ على ذلكصرح سوكجين عن تأسفه باعتيادية لظنه أن الامور ستجري كما كانت تجري في الغرفة "البيضاء" : سيدي أنا آسف ، أعدك أنني لن أكسر شيء آخر ، أرجوك لا تكسر أصابعي أرجوك
هم السيد جايكوب في التربيت على كتفه ، لكنه تخلى عن الفكرة ظنا منه أنها غير مناسبة حاليا مع وضع الرجل المتلهلج أمامه ، فقال بنبرة حاول بجهد أن يظهر فيها حنانه ووده ومدى صدقه في كلامه : بني أنظر إلي أنا والدك ، أنا من المستحيل أن أؤذيك
رفع سوكجين رأسه بتردد ، لكن عند وقوع عينيه على مقلات ابيه شعر بالطمأنينة تسري في عروقه دون تفسير مقنع ، لكن سرعان ما تذكر أنه بلا ثياب علوية مما يعني أن ندوبه واضحه لهم نهض على الفور
اخذ سترة قطنية وارتداها وجلس على طرف السرير معطيا ظهره لعائلته ، نطق دون الإلتفاف حتى..نبس سوكجين بتعب وارهاق وقد بانا في نبرته : أريد المغادرة ، لا أشعر أن هذا المكان جيد بالنسبة لي ، حتى جين يرغب بالمغادرة!
أنت تقرأ
The White Room
Misteri / Thriller"الخوف ذكاء فطري وغريزي..وما نسميه شجاعة غالبا ما هو إلا إندفاع غير محسوب النتائج من مجموعة من الحمقى الذين لا يجيدون استخدام عقولهم..الشخص الذي يحسب الاحتمالات والعواقب لكل تصرف يقوم به ويضع الخوف أمامه كرادع هو إنسان يملك عقلا نشطا ومتقدما وليس لد...