قابلني بوجهه الحسن وابتسامته البشوش رغم أنه لم يلتفت إلي..
بل إنه كان يتكلم مع صديق عمي السيد جيمين الذي لم نكن نعرف عنه شيئا حتى الآن عن هذان الذان طلب سوكجين رؤيتهما..
لحظة ماذا كان اسمهما..؟
أووه صحيح لقد كانا سونيا وجاك..!تحمحم السيد جيمين عندما لاحظ وجودي بالغرفة مما لفت نظر سوكجين نحوي فأخفضت رأسي لا إراديا نحو الاسفل لا أرغب بأي تواصل بصري معه الآن..
رفعت رأسي بتردد عندما سمعت طرق أقدام تغادر الغرفة بجانبي ، للوهلة الاولى ظننت أنه سوكجين الذي استقام ومشى بقربي ، لكنني عندما وجهت مقلتاي نحوه وجدته يتفرس ملامحي بشيء من السكينة والحذر..
إستجمعت شجاعتي وتقدمت نحوه قليلا ، وقلت أحاول التكلم بصوت واثق وعالي ولكن للاسف كان كلامي أشبه بالهمس : إن كنت متفرغ أيمكننا التحدث قليلا..؟
رفع يده ونظر إلى ساعته لثوان ، ثم قام برفع عينيه نحو الحراس الذين أشك أنهم يفارقونه عند دخوله الحمام حتى
على كل حال تركونا بعدها فعلمت أنها كانت إشارة منه ، ثم وجه عينيه نحوي كإشارة أنه ينصت مما جعلني ابتلع ريقي لا أراديا ثم قال حينما لاحظ تشوشي : ثلاث دقائق ، تكلمي بسرعة الوقت ينفذ منك بالفعل..!نظرت إليه مندهشة..!
أكان يتصرف هكذا في عمله سابقا أم أن هذه عادة جديدة؟
على كل حال قلت ما في بالي دون تريث او تفكير أراقب ملامح وجهه جيدا : ما مصلحتك من كل هذا سوكجين؟وجه نظرة شرسة نحوي ثم اقترب مني اكثر مما جعلني أتراجع خوفا منه ، رأيت المتعة الممزوجة بالسخرية في عينيه ، شعرت بقلبي قد أصبح بين قدمي عندما اقترب اكثر ولم تعد تفصل بيننا سوى سنتيمترات معدودة..
رفع يده وأزاح شعري عن متناول نظره واقترب اكثر حتى أصبح فمه مقابلا لاذني تماما..!
همس بهدوء ورزانة ليس وكما أنه يتعامل بخباثة معي الآن كي يبعثرني وانا لا أود أن اعترف له بذلك لكنه قد نجح بالفعل : أولا أنا لم أعد زوجك سوكجين الساذج ، الذي أمامك الآن عزيزتي هو السيد ميشيل وحش الاعمال وأحد أغنى أغنياء العالم ، فضعي هذا الكلام جانبا إن كنت ترغبين في البقاء حية فعلا..!
أنهى كلامه مبعدا رأسه قليلا جدا ، فقط ليتمكن من رؤية الدموع الذي اخذت تتجلى من عيناي كالامطار في ليلة عاصفة..
شعرت بالقهر والهوان ، ورغم أني قد جرحت من كلامه إلا أنني أبيت الإستسلام لسوداويتيه فقلت مافي قلبي محاولة ازاحة بعض الثقل عن نفسي : لطالما اهتممت بك لكني أراك تشير بسلاحك نحوي احسنت عزيزي هذا ما كنت اتوقعه منك..
فالحقيقة لا أجد أنه هناك فرق بيننا أنا تخليت عنك مرة وانت انتقمت لأجلها
لكن حتى وإن كان اصبعك على الزناد ، سأحتفظ بذكرى الأيام التي كانت فيها نظراتك تعني لي الحياة وليس الموت ، ولتكن كلمتي الاخيرة لك شكرا..شكرا لانك علمتني أن الحب مهما كان عميقا ، قد ينتهي بلحظة ضعف ، وأن القلب مهما كان قويا قد ينكسر بسهولة..
أنت تقرأ
The White Room
Mystery / Thriller"الخوف ذكاء فطري وغريزي..وما نسميه شجاعة غالبا ما هو إلا إندفاع غير محسوب النتائج من مجموعة من الحمقى الذين لا يجيدون استخدام عقولهم..الشخص الذي يحسب الاحتمالات والعواقب لكل تصرف يقوم به ويضع الخوف أمامه كرادع هو إنسان يملك عقلا نشطا ومتقدما وليس لد...