57/عالقه بين الحقيقه والخيال

75 10 2
                                    

مازلنا فى كوكب الارض

وبالتحديد فى سياره كامل الدمنهورى.........

اختلس كامل النظر الى اوتار الصامته تماما منذ تقرير الدكتور وهيب عن حاله سيف ... ولولا اصرار اداره المستشفى على طردهم..... وعدم السماح لهم بالبقاء مع المريض اكثر من ذلك لانه مريض فى العنايه المركزه ...... كانت اوتار صممت على البقاء معه....
. فهو يعرف انها تحبه وكل تصرفاتها منذ وقوعه فى تلك الغيبوبه كانت تخبر كل من حولها انها عاشقه له ايضا ........ ولكن للاسف ليس فى يدهم اى شئ لعمله.... وهو مؤمن بقضاء ربنا وحاسس من جواه ان فى حاجه بطمنه وبتقوله  ان سيف حيخف وحيبقى بخير....... والان هو قلق على حاله اوتار النفسيه والجسديه........ فهى لاتاكل الا الفتات...... ولاتنام تقريبا الا ساعه او اتنين فقط يوميا....... ووجهها اصبح شاحبا وجسدها هزيلا......... ولو ظلت على هذا الحال ستنهار هى الاخرى وهو لن يستطيع تحمل ذلك....... فهو لن يحتمل انهيار احد اخر من ابنائه........... وحتى يكسر رتابه الاجواء.... ربما تتحسن نفسيه اوتار قليلا اوقف السياره على الكورنيش واشار لاوتار بالنزول لاستنشاق الهواء النقى.........

اطاعت اوتار رغبات ابيها كامل رغما عنها واكتشفت انها لاتريد حتى الاعتراض او الرفض على اى شئ فروحها حزينه جدا على ما اصاب حبيبها........وكل الاشياء تشبه بعضها بالنسبه لها فالهواء النقى يتساوى مع الغاز السام بالنسبه لها  تماما

ولهذا نزلت من السياره كما اراد ابيها..... وجلست معه على احد الارائك الخشبيه المنتشره على الكورنيش............ وحدقت فى المياه الداكنه التى كان القمر ينير جزءا بسيطا منها ويجعلها لامعه......... وبدون وعى رفعت وجهها  ونظرت الى السماء لتشاهدها مرصعه بالعديد من النجوم........ وتنهدت وهى تتذكر نزهاتها الخياليه مع سيف فى حجرتها وكيف كانوا سعداء معا حتى وهو يعرفون انهم يعيشون فى عالم الخيال و الاوهام بس المهم انهم كانوا مع بعض..........

وهنا لمعت عيناها وهى تكرر كلمات الاوهام والخيال فى راسها عده مرات وكانها اغنيه......وتنهدت وهى تفكر بانها  حصلت بالفعل على نصيب كبير منها

.. وتذكرت فجاه حلمها الغريب بامها ابرار عندما عادت من قريه (امارافارتى) هى وسيف عندما ناموا فى الحديقه المقابله لقصرهم فى لندن..........

وفجاه تكرر فى عقلها صوت امها وهى تقول لها بحنان واعد ....  اطلبيني وقت احتياجك لي اوتار...... وانا ساكون عندك فى التو واللحظه...... وتنهدت وهى تفكر بحزن..... وهى  هتيجي ازاي بس.... وهى ميته فعلا شكلها كانت بتحلم ودى كانت مجرد اوهام..........وكما تمنت لو كانت موجوده بالفعل وما زالت على قيد الحياه........... فهى الوحيده التى كانت ستفهم مشاعرها الحزينه وماتعانى منه الان....... اولا لانها امها....... وثانيا لانها انثى مثلها..........ولكن للاسف ليس كل ما يتمناه الانسان يستطيع الحصول عليه........ .

اسطوره كوكب اشباه الملايكه (مكتمله) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن