عواصف القدر / البارت العشرون

143 13 19
                                    

أستغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم واتوب إليه

عواصف القدر

البارت العشرون

شيماء عبد الحكم عثمان
********************

يوسف بغضب يقطر من عيناه
-- أستنى يا بابا من فضلك ،، أما أشوف الست هانم اللى عايزانا نبعد عن بعض عشان تروحلوا ،، إيه ياهانم  هو حلى فى عنيكِ
ولا إيه

جذبه فارس من قميصه ولكزه فى كتفه حتى يفيق من نوبه غضبه وهزيهُ الذي يتفوه به وتحدث بغضب
-- أقصر الشر  وعدى اليوم ده على خير ،، عيب بقا اللى أنت بتقوله ده هترجع تندم على كل كلمه قولتها .

حركت رأسها بيأس وأخذت نفسً عميق وتحدثت بثقه وثبات وهي تنظر داخل عيناه بجمود
-- صدقنى أنا اللى هاندم لو كملت معاك بعد كل اللى أتقال ده ،، أحنا مكناش ننفع لبعض من الأول بس ملحوقه والغلط ممكن
يتصلح
             طلقني يايوسف

برقت عينه وتلونت باللون الأحمر دليل على شده غضبه أما نجاة التى ضربت صدرها بكفها وتحدثت بلهفه .
-- لاء يا فيروز ،، لاء يا بنتى أستهدى بالله .

أما التى كاد قلبها أن يتوقف من شدة فرحته بعد سماعها تلك الكلمه أبتسمت أبتسامه عريضه شامته ولكن لحسن حظها لم يراها أحد  لأنشغالهم بتلك القنبله التى تفجرت للتو.

صاح "سلطان " به وهو يحثه عن التوقف عن تلك التراهات قائلا بغضب
-- شُفت عمايلك السوده وصلتنا لأيه .

وكأنه مُغيب لايرى أمامه سواها وتلك الكلمه التى لم يتوقع نُطقها بيوم من الايام ، كانت كاخنجر وأنغرس فى قلبه الذي كان يشتعل غضبا وغيره أبي التصديق وكذب أُذُنيه ليقترب أكثر ويميل بطول أمامها وهو يردف بسخريه
-- سمعينى كده تانى إنتِ قولتِ إيه .

ناظرته بقوه ونطقت بنبره ثابته يشوبها الجمود والاصرار .
-- قولت لك طلقنى يا يوسف ،، عشان أنا أستحاله هكمل معاك .

نظر لشقيقه الذي كان مغمض العينين لايدرى ما الذي يفعله ،، أخذ نفس عميق وزفره بقوه بعدما نظر لها والغضب يلون جميع حواسه بأمتلاك ،، كلماتها كانت كالبركان الذي تأجج فاجأه ليجهر على كل ما تبقي من ثباته الذي أهتز بفعل ما تفوهت به .

لم يدري بحاله حينما رفع يده ونزل بها بكل قوته على وجهها صافعاً إياها صفعه جعلت الدم يسيل من جانب شفتها السُفليه

ليهدر به فارس بغضب وهو يمسكه من تلابيبه ويهزه بعنف ناهرًا أياه
-- أنت مجنون إيه اللى أنت هببته ده .

أما نجاة التى صرخت وركضت نحوها لتقف بجوارها ..وهي كالتمثال متجمده لا تُبدى أي ردة فعل أثر صفعته فقط تنظر له
بجمود حتى دموعها أبت النزول أمامه ،، ما كان يسيل فقط هو دمائها التى لطخت مقدمه ثوبها الأبيض الناصع .. أما هو فكان
مزال فاقد وعيه لم يعي ما بذر منه منذ قليل  ،، كل ما كان يشغل تفكيره هو خسارتها وهذا الشيئ لا يستطيع تحمله
فهيا بالنسبة له الحياه ومعانيها . عند هذه النقطه لان تجهم وجهه المكفهر ونظر لعيناها بعتاب وكأنه يتراجاها ان تطمئن قلبه المُلتاع وتهدئ روعه وتخبره أن ما طرق على مسامعه ألأن ليس حقيقيا ..

عواصف القدر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن