لا إله الا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين
عواصف القدر
الجزء الثانى من البارت الأخير
بقلم / شيماء عبد الحكم عثمان
***********
على مضض أستجابت فيروز لحديث سماء التى أصرت على نزولها معها لبهو الفيلا وما أن رآت نجاة التى كانت يظهر عليها اثار الجلطه حتى رمت نفسها على صدرها وأجهشت بنوبة بكاء هيستريه حتى شاركتها نجاة نوبة بكاءها المريره وأبكو جميع من حولهم .
نطقت فيروز من بين حرقة دموعها وشهاقتها العاليه .
-- أاااااه ياماما . قلبي بيوجعنى قوى ،، قوى ، مش قادره أستحمل غيابه أكتر من كده . قول لي ياماما ان ده كابوس وانى هافوق منه بقا . قول لي يوسف ميعملش فينا كده . قول لي يوسف ميوجعش قلبي عليه بالشكل ده .بصوت باكى ونطق متعلثم من أثر المرض ردت عليها نجاة بإيمان
-- لله الأمر من قبل ومن بعد ،، أمر الله ونفذ ،، ولا نقول إلا ما يرضي الله . أصبري وصبرينى ،، يوسف ياحبيبى شهيد . حييً يرزق عند رب العالمين .ردت ماجده والدة سماء بحزن ووجع
-- ربنا يربط على قلبك يا ست نجاة ويلهمك الصبر .. وأنتِ يافيروز ياحبيبتى . قولى . اللهم إنى رضيت بما قضيت فاجعل فى قضاءك رحمه وأغمر قلبي بالصبر .رددت خلفها والدموع تنهمر بغزاره ومراره وفاجأه رآت أمامها رباب التى كانت هي الأخرى تعيش فى حالة حزن لا تنتهي . أشفقت على قلبها فهيا أكثر من يعلم أن ليس على القلب سلطان . أقتربت منها رباب بندم وأسف ودموع نطقت
-- عامله إيه دلوقتى يافيروز ؟ .نصبت عودها لتقف امامها تحرك رأسها بأسى تجلى فى نبرتها حين قالت
-- يوسف راح يارباب ،، يوسف راح ومبقاش موجود ،،،، ومبقاش معايه ومش هيرجع تانى ...... وانا بقيت لوحدى من غيره من غير حبه ومن غير خوفه وأهتمامه عليا . لأول مره أحس باليتم فى غياب يوسف .الى هنا صمت الجميع عن الكلام وبرقت أعينهم بذهول حين رأو ذلك المشهد المحزن المُبكي حيث إندفعت رباب وعانقت فيروز لينصت الجميع لصوت بكائهم الدامي لقلوبهم .....
(تلك اللحظه التى تفقد فيها غاليًا تصغر الدنيا بنظرك حتى انك تزهدها ولم تتحمل بقاءك فيها ، ولكنك مُرغم أستكمال حياتك حتى ولوكنت تتمني الموت بكل لحظه تحياها بدونه . و لإنك تعلم جيدا أن فناءك منها أمر لابد منه وأن لقاءكم فى الدار الأخره لا محاله فأنت وبكل أسف مضطر للتعايش ) ،، بعد تلك اللحظات المريره جلست فيروز بجوار نجاة والسيده ماجده والدة سماء التى تحدثت بحزن
-- مافيش اي كلام ممكن يتقال نخفف بيه عنكم ،، لكن فيه استعانه بالله على الشقاء والمَصاب . أستعينوا بالله على الحزن والجهد ،، من فضل ربنا علينا انه جعل مصيبة الموت هي أعظم مصيبة .وبالتدريج بتقل وبتصغر . الرضا التام والتأدب مع الله فى تقبل قضائه وقدره . هو الشيئ الوحيد المنقذ لينا واللى هيخفف علينا الضغط ويريح قلوبنا . وكل ما رضينا وأحتسبنا كل ما ربنا أثلج صدورنا وربط على قلوبنا وألهمنا الصبر . فهماني يافيروز ياحبيبتى .