ليان

7 2 2
                                    


استيقظت ليان على صوت رنة هاتفها، وفتحت عينيها ببطء. نظرت إلى الشاشة لتجد اسم شقيقها، بدر، يضيء. شعرت بشيء من السعادة وهي ترد.

"أزيك يا بدر، عامل إيه؟" قالت ليان بنبرة طبيعية، لكن فيها شيء من الحماسة.

"كويس الحمد لله. إنتِ عاملة إيه؟ الجماعة بيقولوا إنك مكلمتيهمش. أديلك يومين كانوا قلقانين جدًا عليكي. ده لولا إني طمنتهم إني عندي رحلة عمل للصين وإنّي هشوفك وأطمن عليك."

جاء صوت بدر مليئًا بالاهتمام.

"هاهاها..." ضحكت ليان بإحراج، فقد كانت نائمة طوال هذين اليومين ولم تعي ما يحدث حولها.

"متضحكيش زي الهبلة! متعمليش كده تاني!" قال بدر بجديّة.

"تمام، تمام." قالت ليان ببعض الضجر.

فقال بدر: "إيه رأيك نتعشى مع بعض النهاردة؟ جهزي نفسك، هاجي أخدك على الساعة 7 كده، نروح نتعشى في مكان حلو."

ردت ليان ببعض الحماس: "حبيت! خلاص، اتفقنا. إن شاء الله هجهز على الوقت."

"كويس، بشوفك بعد شوية." أنهى بدر المكالمة، وشعرت ليان بالانتعاش وهي تفكر في اللقاء.

استقامت ليان من سريرها وكأنها تستعد لبدء فصل جديد من يومها. توجهت إلى الحمام، حيث استقبلتها المياه الدافئة بلمسة منعشة. فتحت الصنبور، وسرعان ما بدأ الدش في تدفق المياه، وارتفعت بخار الماء في الهواء، ليخلق جوًا مريحًا.

أخذت شاورًا منعشًا، وكأن كل قطرة مياه تغسل هموم الأيام الماضية. شعرت بالهدوء يتسلل إلى أعماقها، بينما بدأت تفكر في عائلتها وبدر، وكيف أن هذا العشاء قد يكون فرصة لتجديد روحها. استخدمت الشامبو برائحة اللافندر، وكان له تأثير مهدئ على ذهنها المتعب.

بعد الاستحمام، خرجت إلى المطبخ، حيث احتاجت إلى إفطار يمدها بالطاقة. فتحت الثلاجة، وسحبت مكونات بسيطة: بيض، وخبز، وبعض الخضروات. بدأت في إعداد عجة البيض، بينما كانت الطماطم والفلفل تتراقص في المقلاة. كان صوت القلي مريحًا، ورائحة المكونات تعبق في المكان.

تناولت إفطارها على الطاولة، وكان المشهد بسيطًا لكنه يحمل سحرًا خاصًا. أخذت قضمة من العجة، وشعرت بالنكهات تنسجم معًا، مما جعلها تبتسم. كان ذلك الإفطار ليس مجرد وجبة، بل لحظة استعادة للطاقة والتركيز.

بعد الإفطار، جلست ليان أمام اللاب توب الخاص بها وبدأت في العمل على بعض المهام التي كانت مؤجلة. اندمجت في التفكير والإبداع، وبدأت تكتب بعض الأفكار حول اللعبة التي شغلت بالها. شعرت أنها تكتشف شيئًا جديدًا في كل لحظة، وكأنها تغوص في عالم مختلف.

لكن فجأة، نظرت إلى الساعة ووجدت أن الوقت قد مضى سريعًا. تذكرت موعد العشاء مع بدر وارتبكت قليلاً. قامت من مكانها بسرعة، وشعرت بدفعة من الحماس والقلق معًا. كان عليها أن تتجهز في أسرع وقت.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن