بدايه الموت

5 2 2
                                    


اندفع بعض اللاعبين نحو السلالم، بينما بقي البعض الآخر في أماكنهم، غير قادرين على الحركة. تبادل لين يو، وليان، وشين لي نظرات سريعة، قبل أن يتبعوا الآخرين بحذر نحو مصدر الصوت.

بينما كانوا يصعدون السلالم، أصبح الصراخ أكثر وضوحًا، ممتزجًا بنحيب وانفاس لاهثة. كان الصراخ يأتي من غرفة ما في الطابق الثالث، تحديدًا من الجهة التي كانوا فيها سابقًا.

عندما وصلوا إلى ممر الطابق الثالث، وجدوا باب غرفة مفتوحًا، والضوء الخافت يتسرب منها إلى الخارج. ترددوا للحظة، ثم دفعهم الفضول والخوف لدخول الغرفة بحذر، عيونهم تتنقل بين كل زاوية، تبحث عن مصدر الصوت.

لكن، لم يكن هناك أحد.

الرجل الذي كان يملأ المكان بصراخه اختفى تمامًا، كأنه لم يكن موجودًا. الغرفة كانت خالية، هادئة بشكل غير مريح، وكأنها تنتظر شيئًا ليحدث. ارتفعت أنفاسهم، وأصبح التوتر في الجو ثقيلًا، يجعل كل حركة تبدو بطيئة ومشحونة بالخوف.

بينما كانت ليان تتفحص الغرفة بعينيها، لاحظت شيئًا غريبًا على الأرض. مجموعة من الملابس ملقاة بشكل فوضوي. اتسعت عيناها عندما أدركت أن تلك الملابس ليست غريبة عنها.

أشارت ليان للملابس، وقالت بصوت متردد: "أليست هذه ملابس احد المبتدئين الذين رايناهم امس ؟"

توقف الجميع عن البحث والتف حولها، لين يو انحنى قليلاً ليتأكد. كانت تلك الملابس، بالفعل، ملابس احد المبتدئين.

لكن، كانت هناك مشكلة. الملابس كانت مكومة على الأرض بطريقة غير طبيعية، كأن الجسد الذي كان بداخلها قد اختفى فجأة، تاركًا الملابس تسقط كما هي، خالية تمامًا من أي أثر لوجود بشري.

قال لين يو بصوت منخفض، عينيه لا تفارقان تلك الملابس: "هذه ملابسه، لكن أين هو؟ كيف يمكن لشخص أن يختفي بهذه الطريقة؟"

شياو لينغ، التي كانت تقف بالقرب، بدأت تشعر بقشعريرة تزحف على جسدها. همست وكأنها تخشى أن يرد عليها شيء من العدم: "هل... هل تحول إلى شيء آخر؟"

التفت شين لي ببطء نحوها، محاولًا إخفاء توتره، ثم قال بصوت حذر: "أو ربما... ابتلعه المكان؟"

كانت الفكرة مرعبة، أن شخصًا يمكن أن يختفي هكذا، أن يُسحب من هذا العالم إلى شيء آخر، تاركًا وراءه فقط الملابس التي كان يرتديها. لا جثة، لا دليل، فقط هذا الصمت القاتل يحيط بهم، وذاك الشعور الخانق بأنهم ليسوا وحدهم هنا.

صرخت الفتاة، جين مي، بصوت متهدج، وهي تتشبث بذراعي لين يو وشين لي، "كيف يمكن أن يحدث هذا؟ كيف يمكن أن يختفي هكذا؟!" كانت الدموع تتدفق من عينيها بشكل يائس، وعيناها الواسعتان تائمتان تبحثان عن تفسير. "إنه بخير، صحيح؟ من المستحيل أن يختفي شخص هكذا، ربما هو فقط تاه في هذا الفندق الكبير... لابد أنه غير ملابسه وتركها هنا، نعم، هذا ما حدث بالتأكيد!"

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن