انفصال؟

10 3 2
                                    

مرت الأيام ببطء على الجميع، وكأن الزمن يتعمد أن يعاندهم. كانت ليان مستلقية على سريرها، حالتها تتأرجح بين التحسن والتراجع، لكن عيناها لم تفتحا منذ ذلك الحين. لين يو لم يغادر الغرفة مطلقًا، لم يترك مكانه بجوارها، وكأنه يخشى أن يغمض عينيه للحظة فيجدها قد اختفت للأبد. كان يجلس بجانبها، ممسكًا بيدها بلطف، يراقبها في صمت، بينما أفكاره تتقلب بين الأمل والخوف.

لقد أهمل كل شيء من أجلها. رفض الطعام والراحة، ورفض حتى المحاولات المتكررة من يي شين ولين مي لإقناعه بالاعتناء بنفسه. لم يكن هناك مكان للطعام أو النوم في عالمه الآن، فقط ليان. كانت حياته متوقفة على أنفاسها، وكأن جسده لا يستطيع التحرك إلا إذا تحركت هي أولًا.

في هذه الأثناء، لم يكن شين لي على علم بما حدث. كان لا يزال في المستشفى مع والدته، حيث أخفى يي شين الحقيقة عنه، معتقدًا أنه يكفي وجود لين يو في هذه الحالة، وأن مواجهة كليهما معًا ستكون أصعب مما يتحمل. 

في إحدى الأمسيات، وبينما كان الأعضاء الآخرون في غرفة الطعام، سمعوا جرس الباب يدق فجأة. كالعادة، هرع يي تين ليفتح الباب، لكنه لم يتوقع أن يتم دفعه جانبًا بعنف. دخل الزائر إلى المنزل مسرعًا، ينادي بصوت مليء بالقلق : "ليان! ليان!"

لقد كان مالك. كان القلق واضحًا على وجهه، فقد حاول التواصل مع ليان خلال الأيام الماضية دون جدوى.

تقدم مالك نحو يي شين بسرعة، وأمسكه من ياقة قميصه بغضب: "أين ليان؟ ماذا حدث لها؟ لماذا لا ترد؟"

يي شين، وقد بدا عليه الانزعاج، أزاح يد مالك بهدوء قائلاً: "تعال معي."

رغم الغضب الذي كان يعتري مالك، تبع يي شين بصمت. وما أن دخلا الغرفة حتى توقف فجأة. هناك، على السرير، كانت ليان مستلقية، وجهها شاحب، بالكاد تستطيع تمييز ملامحها. بجانبها كان لين يو، وقد بدا أرهق وأنحف من آخر مرة رآه فيها مالك.

اندفع مالك نحو ليان، صرخ بيأس وهو يحاول إيقاظها: "ليان! ليان، استيقظي!" لكن لم يكن هناك رد. ارتفع نظره نحو لين يو، عينيه مليئتان بالغضب والاتهام، ثم صاح بانفعال: "ماذا فعلت بها لتصبح في هذه الحالة؟"

لكن لين يو لم يلتفت إليه، وكأن وجود مالك لا يعني شيئًا. تجاهله تمامًا. اشتعل الغضب أكثر في مالك، فأمسك بياقة لين يو هذه المرة، وصوته كان مهددًا وباردًا: "ما الذي حدث لها؟ تكلم."

أخيرًا، رفع لين يو عينيه ببرود، نظر مباشرة في عيني مالك، ثم أمسك بيده وأبعدها بقوة قائلاً بصوت خالٍ من العاطفة: "ومن أنت لتتدخل في شؤون بريزميرا؟ هذا ليس مكانك، رئيس ستار لايت. من فضلك، غادر."

كانت كلماته حادة وواضحة، كأنه يقول لمالك بشكل صريح أنه لا مكان له هنا، وأن تدخله غير مرحب به.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن