ذهبت ليان والجميع للنوم، بالرغم من أنه لم يكن مر وقت طويل منذ استيقاظهم. كان الأمر يبدو خياليًا نوعًا ما، أن الليل قد أتى بعد ساعات قليلة فقط من النهار، ومع ذلك، شعرت ليان وكأنها دخلت في حالة طبيعية رغم كل هذا العبث. استلقى الجميع في أسرتهم، وكانت أصوات التنفس الهادئة تعم الغرفة.
لكن بعد أن استغرقوا في النوم لبعض الوقت، بدأت أصوات خطوات حادة ودقيقة تُسمع وهي تقترب شيئًا فشيئًا من خارج الباب. تردد صدى الخطوات في الردهة، وكأن الكائن الذي يتحرك هناك يعرف بالضبط أين يتجه. استيقظت ليان أولاً، تفتح عينيها ببطء وهي تحدق في الظلام. قلبها بدأ ينبض بسرعة. كان هناك شيء غير طبيعي في تلك الخطوات، شيء يوحي بالخطر.
تحرك شين لي في السرير المجاور بهدوء، وكان قد سمع أيضًا تلك الأصوات. تبادل هو وليان نظرة سريعة، ثم نظرت ليان نحو مالك الذي جلس بهدوء من فراشه، عينيه تترقبان الباب. أما يانج هوا، فقد استدار ببطء وهو يحدق في الباب، فمه مفتوح قليلاً وكأنه يستعد لقول شيء ولكنه تراجع عن ذلك.
بدا كأن العالم حولهم تجمد، وكل خطوة من الخارج كانت تزداد وضوحًا واقترابًا.
نزلوا جميعًا من أسرتهم بصمت مطبق، وكأنهم متفقون دون الحاجة للكلمات. كان الخوف يغمر المكان، حتى أن الهواء نفسه بدا ثقيلًا. وقفوا جميعًا محدقين بالباب، ينتظرون ما الذي سيحدث. الصوت الذي كانوا يسمعونه من الخارج استمر بالاقتراب، خطوات ثابتة، غير متسرعة، وكأن صاحبها يعرف بالضبط إلى أين يتجه.
عندما توقفت الخطوات أمام باب الغرفة، شعرت ليان بأنفاسها تتباطأ. ثم جاء صوت الدقات: ثلاث دقات، منتظمة وواضحة، تردد صداها في الغرفة كما لو كانت تدق على قلوبهم مباشرة. تلاقت نظرات الجميع بسرعة، يسألون أنفسهم ما الذي يجب فعله، ولكن لا أحد منهم كان يجرؤ على إصدار صوت. وضعت ليان إصبعها على شفتيها، إشارةً للصمت، والجميع امتثل في الحال، نظراتهم متجمدة نحو الباب وكأنهم ينتظرون شيئًا لا يمكن التنبؤ به.
مرت لحظات ثقيلة، ولم يحدث شيء. الصمت بدا وكأنه يدوم إلى الأبد، ثم فجأة، سمعوا صوت مفاتيح تُوضع في الباب. في تلك اللحظة، تجمدت كل حواسهم. كانت تلك اللحظة التي شعر فيها الجميع بأن الخطر بات حقيقيًا، وأن هذا الكائن بالخارج لن يتركهم حتى ينفذ ما جاء من أجله.
عندما بدأ الباب في الانفتاح، شعرت ليان برجفة تزداد مع كل لحظة، عيناها مثبتتان على ما سيأتي من خلفه. كان شين لي ويانج هوا في حالة مشابهة، فالتوتر سيطر عليهما، لكن مالك، بطبيعته الهادئة، بدا أكثر تماسكا. اقترب من ليان، ولف ذراعه حولها برفق، محاولا تهدئتها، فيما عينه تتجه صوب الباب، مترقبة ما سيظهر من الخارج.
لكن ما جاء من خلف الباب كان... "ل-لا شيء؟" تمتم يانج هوا بدهشة، وعيناه مثبتتان على الفراغ الذي كان يفترض أن يملؤه الزائر.
أنت تقرأ
الموت الحتمي
Horrorماذا عن ان تجد روايتك المفضله تتحقق بالواقع ؟ ماذا عن تقابل ابطال روايتك وتصارعوا للبقاء علي قيد الحياه معا؟!! هذا ما تعيشه بطلتنا الان البطله مصريه ومعظم احداث الروايه في الصين لان الروايه التي تتحقق هي روايه صينيه مستمره