طوال الليل، كانت أصداء الصرخات والفوضى بالخارج تطوف حول الغرفة، وكأن الرعب الذي يحيط بهم ينسج حولهم خيوطًا لا يمكن الهروب منها. كان كل لحظة تمر تزداد فيها حدة التوتر داخل الغرفة. لم يكن شين لي ولا يانج هوا قادرين على النوم، بل بالكاد كانا قادرين على التنفس دون شعور بالاختناق. كل صوت بالخارج كان يبدو وكأنه نذير كارثة قادمة، ورفقة الصراخات كانت تحول اللحظات إلى ساعات طويلة مليئة بالخوف القاتم.
في تلك الظروف المخيفة، لم يجرؤ أحد على الحديث، ولم يكن أحد منهم يرغب في التحرك ولو بخطوة. كان الهواء نفسه كثيفًا بالخوف، وكانت الأنفاس مأخوذة بصعوبة بالغة، وكأن كل استنشاق كان يخشى أن يجلب انتباه الكيان الذي كان يجوب الممرات بالخارج.
حتى بزوغ الفجر، ظل الصمت داخل الغرفة معلقًا، وكأن الجميع يخشى كسر السكون الذي كان يغلف المكان. كانت الشمس قد بدأت في الزحف ببطء، معلنة عن انتهاء الليل المروع. عندها فقط، كانت ليان هي أول من تحركت، بخطوات هادئة وثابتة رغم كل ما حدث.
وقفت ليان مستقيمة من مكانها، وجهها هادئ تمامًا كعادتها، وكأن كل ما حدث لم يؤثر على هدوئها العميق. نظرت نحو شين لي ويانج هوا، ثم قالت بصوت هادئ وواثق: "لقد انتهى الأمر."
كانت كلماتها تلك بمثابة إعلان رسمي بانتهاء كابوس الليلة الماضية، لكن التوتر الذي يسيطر على الغرفة لم يختفِ تمامًا. لم يكن ما حدث بالخارج شيئًا يمكن نسيانه بسهولة.
عندما أنهت ليان كلماتها بهدوء، بدا وكأن شيئًا داخليًا قد انكسر في يانج هوا. كل التوتر والرعب اللذين عاشهما طوال الليل خرجا دفعة واحدة، واندفع نحو ليان غاضبًا. " كيف يمكنكِ أن تكوني باردة إلى هذه الدرجة؟!" صاح بصوت عالٍ، بينما كان يتقدم نحوها بخطوات غاضبة. "هل أنتِ حتى إنسانة؟ كيف يمكنكِ تجاهل كل هذا وكأن شيئًا لم يحدث؟ تلك الفتاة كانت تصرخ طلبًا للمساعدة، وكأنها في الجحيم، وأنتِ لم تحركي ساكنًا!"
نظرت ليان إليه بهدوء دون أن تبدو عليها أي علامات الانزعاج. تركت كلماته تمر دون أن تهزها، مما زاد من اشتعال غضب يانج هوا. "أنتِ قاسية! كان بإمكاننا مساعدتها. كان بإمكاننا على الأقل المحاولة!"
ردت ليان بهدوء تام، وكأن الغضب الذي أطلقه لم يؤثر عليها: "لو خرجنا، كنا سنكون التاليين."
"لكن...! نحن بشر، لا يمكنك التصرف وكأن الحياة لا تعني شيئًا!" صاح يانج هوا، وصوته يتقطع من الانفعال.
تدخل شين لي بصوت هادئ لكنه قوي: "كفى، يانج هوا. رين تعلم ما تفعله."
لكن يانج هوا لم يستطع أن يقبل الأمر بسهولة، فاستدار نحو شين لي: "كيف يمكنك أن تدافع عنها؟! أليس لديك قلب؟!"
تنهد شين لي، وهو ينظر إلى يانج هوا بعينين هادئتين رغم التوتر الظاهر على وجهه: "أفهم أنك تشعر بالغضب، وأنا كذلك. لكن رين لم تكن لتتجاهل تلك الفتاة لو كان بإمكاننا إنقاذها. ثقتي بها ليست عمياء؛ إنها مبنية على فهمي لحقيقة ما يجري هنا."
أنت تقرأ
الموت الحتمي
Horrorماذا عن ان تجد روايتك المفضله تتحقق بالواقع ؟ ماذا عن تقابل ابطال روايتك وتصارعوا للبقاء علي قيد الحياه معا؟!! هذا ما تعيشه بطلتنا الان البطله مصريه ومعظم احداث الروايه في الصين لان الروايه التي تتحقق هي روايه صينيه مستمره