قطار الاشباح

3 2 1
                                    


دخلت ليان من أبواب القطار، وتبعها شين لي ويانغ هوا. كان الجو داخل القطار مظلمًا، وكأن الليل قد حل فيه، مما جعل المكان يبدو وكأنه عالق في فترة زمنية مختلفة. أخذت ليان تتفحص القطار بتفصيل، عيناها تتنقلان بين المقاعد القديمة والجدران المتآكلة.

في تلك الأثناء، كانت نظرات اللاعبين الذين ما زالوا في الخارج تتأرجح بين القلق والرغبه في الدخول. بعد أن تأكدوا من عدم حدوث أي شيء لليان وزملائها، اكتسبوا شجاعتهم أخيرًا وبدأوا في الدخول واحدًا تلو الآخر.

بمجرد دخول آخر لاعب، أغلقت أبواب القطار بقوة خلفهم، مما تسبب في ارتعاب الجميع. صدى الإغلاق كان كالرعد، مما زاد من شعورهم بالقلق.

قالت ليان بهدوء وبصوت رواقى، "لقد بدأت اللعبة."

في هذه اللحظة، نظر يانج هوا إلى ليان، متوقعًا أن يرى تعبير قلق أو خوف على وجهها. لكنه تفاجأ برؤية اللامبالاة التي كانت تعلو محياها. كانت هادئة جدًا، وكأنها تنتظر ببساطة ما سيقدمه لها هذا العالم الخطير. لم تبدُ وكأنها متوترة أو خائفة، بل على العكس، كانت تبدو وكأنها مشغولة بأفكار أخرى.

تذكّر كيف كان قد دخل الجولات مع لين يو أكثر من مرة، حيث كان دائمًا يتصرف بجنون . أدرك أن هذا المكان، بريزميرا، قد أصبح موطنًا للمجانين وغرباء الأطوار.

دخل موظف القطار بملابسه الرسمية، مقاطعًا تسلسل أفكار يانج هوا، وكان مظهره مرتبًا، لكن عينيه تحملان نظرة غامضة، وكأنهم يعيشون في عالم موازٍ للواقع. نظر إليهم لفترة طويلة، وكأنه يقيم انطباعهم، ثم نطق بكلمات هادئة، لكنها تحمل تهديدًا خفيًا.

"مرحبًا بكم في قطار الأشباح..." بدأ الموظف، صوته هادئ، لكنه يحمل طابعًا ينذر بالخطر. "لا داعي للقلق كثيرًا... أو على الأقل، لا يجب أن تقلقوا الآن."

توقف للحظة، عينيه تتلألأ في الظلام كما لو كانت تخفي شيئًا مروعًا. "ما هو مطلوب منكم ببساطة هو النجاة لمدة ثلاثة أيام. نعم، ثلاثة أيام. إذا استطعتم البقاء على قيد الحياة حتى انتهاء الليلة الثالثة..." أضاف، صوت يتردد كأنه يأتي من عمق كابوس، "فستكونون قد أكملتم مهمتكم."

ابتسم بابتسامة غير مريحة، وكأنما كانت تلك الابتسامة تخفي شيئًا غير إنساني. "آمل أن أراكم جميعًا بعد ثلاثة أيام... لكنني لا أعدكم بذلك. فالعالم هنا ليس كما يبدو. كل زاوية، كل ظل، يمكن أن يحمل شيئًا يرغب في الحصول عليكم."

صمتت القاعة لبرهة، وبدأت القشعريرة تدب في أبدان اللاعبين. كانت الكلمات تردد في أذهانهم كصدى لرعد بعيد. يبدو أن بعضهم قد شحب وجهه، بينما انتشرت نظرات الذعر والقلق بينهم، حيث تساءل الجميع عن طبيعة المخاطر التي قد يتعرضون لها خلال هذه الأيام الثلاثة.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن