ليزا ونوكس

15 3 8
                                    


صعدت ليان إلى الطابق الثاني بخطوات ثابتة، تشعر بثقل الجو المحيط بها. كان الممر الذي امتد أمامها طويلاً، بلا نهاية ظاهرة. جدرانه مطلية بألوان باهتة من الرمادي والأبيض، ولكنها تحمل في طياتها هالة من الكآبة. الأضواء المثبتة في السقف كانت خافتة، تُلقي بظلال غريبة على الأرضية الخشبية التي أصدرت أصواتًا خفيفة مع كل خطوة، وكأنها تئن تحت وطأة القلق الذي يعيشه الجميع.

على جانبي الممر، كانت الأبواب الخشبية القديمة مصطفة، كل باب يحمل رقمًا معدنيًا صغيرًا بلون نحاسي باهت. كان الجو هادئًا بشكل مريب، ولم يكن هناك أي صوت صادر من الغرف، لا بكاء ولا حديث. فقط صمت ثقيل، يخنق الهواء.

اللاعبون، الذين ما زالت أصداء ما حدث في الأسفل تدور في رؤوسهم، بدأوا في اختيار غرفهم بحذر شديد. البعض كان يختار أقرب غرفة فقط لينجو بنفسه، بينما تردد آخرون، محاولين تحديد الغرفة الأكثر أمانًا. نظراتهم كانت تحمل خليطًا من الخوف والتردد، وكأنهم يعرفون أن كل قرار يتخذونه في هذه اللعبة قد يكون القرار الأخير.

عندما دخلت ليان الغرفة، اكتشفت أنها لم تكن غرفة فردية. بدلاً من ذلك، كانت تحتوي على عدة أسِرّة خشبية قديمة مصطفة على الجانبين، مما جعل الغرفة تبدو وكأنها جزء من ميتم مهجور أو دار إيواء قديم. كانت الأسِرّة متشابهة، كل واحد منها مغطى بغطاء رث ومهترئ، بألوان باهتة وكأنها لم تُغسل منذ سنوات. الوسائد كانت صغيرة وغير مريحة، وقد بدت وكأنها لا تحمل أي وعود بالراحة.

في وسط الغرفة، كانت هناك طاولة خشبية مستديرة، محاطة بعدد قليل من الكراسي القديمة المتآكلة. الستائر الرمادية الثقيلة التي كانت تغطي النوافذ حجبت أي ضوء خارجي، مما جعل الغرفة تبدو أكثر كآبة، وكأنها محبوسة في عالم آخر.

"إنه ميتم... كما هو متوقع." تمتمت ليان بصوت عميق وهي تتفحص الغرفة بعينيها، تنقل نظراتها بين الأسِرّة المتعددة والستائر البالية.

كان المكان يُشعرها بالقسوة، لكن قبل أن تتمكن من الغرق أكثر في أفكارها، قطع يي تين الصمت بصراخه المفاجئ:
"كياااااااااه! أنقذني!"

استفاق منذ لحظات قليلة، وكانت عيناه متسعتين بالرعب وهو يتشبث بذراعي ليان كقط مذعور، يهز جسده بحركة غير مستقرة. نظرته كانت مثبتة على ركن مظلم في الغرفة، وكأن شيئًا مروعًا يكمن هناك.

 بسرعة وبدون تردد، وضعت ليان يدها على فم يي تين، خوفًا من أن يرفع صوته أكثر ويعرض نفسه للخطر. لحسن الحظ، لم يكن صراخه مرتفعًا جدًا، إذ بدا لا يزال متأثرًا بما حدث في الأسفل. التفتت ليان مع يي شين ولين يو إلى المكان الذي كان يي تين ينظر إليه برعب، ولكن لم يجدوا سوى دمية مهترئة ومخيفة حقًا. كانت إحدى عينيها مقتلعة ومتدلية بشكل مزعج.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن