لقد مر وقت طويل

4 1 0
                                    


"...أشعر بالاختناق."

قالت ليان، وهي تحاول دفع لين يو بكل قوتها. لكنه فقط خفف من قبضته عليها قليلًا، وهذا كان كافيًا لها لترفع رأسها وتواجه عينيه. كانت نظراته ثابتة، عميقة، ومليئة بالشوق الذي لم يتمكن من إخفائه. لكن اعتقدت ليان أن هذا مجرد وهم؛ ربما كانت مخطئة،حيث انه من المستحيل ان تكون مثل هذه النظره موجهه نحوها.

أخذت نفساً ببطء، وأخيراً ابتعدت عن حضنه قليلاً. ابتسمت ابتسامة دافئة مليئة بالهدوء، وقالت بصوت خافت: "لقد مر وقت طويل، أليس كذلك؟"

لكن لم تأتِ أي إجابة. بقي لين يو صامتًا، عينيه مثبتتين على ليان بنظرة عميقة لا يمكن تفسيرها، نظرة بدت وكأنها تحمل ثقل مئات من الكلمات غير المنطوقة. شعرت ليان بشيء من الارتباك، وحاولت كسر الصمت المحرج قائلة: "أه... هل كنت بخير؟"

لكن سرعان ما شعرت أن سؤالها كان سخيفًا، فملامح لين يو كانت تروي قصصاً عن معاناة دامت طويلاً؛ نحافته الشديدة والهالات السوداء تحت عينيه كانت كافية لتؤكد أنه لم يكن بخير أبداً.

وعندما كانت ليان على وشك أن تتحدث، قطع لين يو الصمت بصوت هادئ لكن عميق: "يبدو أنكِ كنتِ بخير."

شعرت ليان بتوتر غريب لا تفهم سببه، وردت بحرج، محاولًة أن تبدو غير مكترثة: "ههه... حسنًا، لابأس بالأمر... لكن لماذا تبدو متعبًا للغاية؟ هل كنت مشغولًا لدرجة أنك لم تتمكن من العناية بنفسك؟"

لكن كلماته توقفت مرة أخرى، وملامحه بقيت غامضة. صرخت ليان داخليًا، "يا إلهي! لماذا تجعلني أشعر بهذا التوتر؟ فقط قل شيئًا، أي شيء، لا تتركني غارقة في الحيرة هكذا!"

حاولت ليان التخفيف من حدة الموقف وتغيير الموضوع، فابتسمت بخفة وقالت: "تهانينا على خطوبتك." وأشارت بنظرة عابرة نحو الخاتم الذي يزين إصبعه.

لكن ما إن لفظت هذه الكلمات، حتى لاحظت كيف تصلب وجه لين يو فجأة، والجو بينهما بات مشحونًا ببرودة غير مألوفة، كأن بركانًا صامتًا يوشك على الانفجار. شعرت ليان بقشعريرة تسري في جسدها، وأخذت تحدق به متسائلة، تزداد حيرتها مع كل ثانية من الصمت القاتم الذي خيم بينهما.

"هل هذا كل ما لديك لتقوليه، حقاً؟"

اقترب لين يو منها، خطوته تتلوها أخرى، بينما كانت ليان تتراجع غريزيًا، غير قادرة على فهم التعبير الذي ارتسم على وجهه. نظرة غامضة، مليئة بالألم والغضب، لم تكن معتادة على رؤيتها فيه. مع كل خطوة يقترب فيها، كانت تتساءل بارتباك، "ما الذي يحدث؟ ما الذي جرى له؟" حتى وجدت ظهرها قد ارتطم بالحائط البارد؛ لم يعد هناك مكان للتراجع.

وقفت متجمدة، تحدق به، وقبل أن تتمكن من ترتيب أفكارها، ضرب بيده على الجدار بجوارها، ليقترب منها أكثر.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن