بقيت ليان متجمدة في مكانها بعد أن لمسها الكائن، قلبها ينبض بشدة، لكنها لم تصدر أي صوت. بعد لحظات، تراجع الكائن ببطء، وكأن شيئًا ما لفت انتباهه. بدأ بالتجول في الغرفة بصمت مطبق، خطواته الخافتة تكاد لا تُسمع، لكنها كانت كافية لتملأ الجو برعب متصاعد.
اتجه نحو شين لي أولاً، وانحنى فوقه ببطء، عيونه المظلمة الغريبة تراقبه عن كثب، وكأنه يبحث عن شيء مفقود. بدأ الكائن يتمتم بصوت خافت، لكنه كان مسموعًا بوضوح في الغرفة المظلمة.
"أين والدي؟" سأل بصوت مخنوق مليء بالحزن. "أين والدي؟ لماذا لا ترد؟"
توقفت أنفاس ليان للحظة، وهي تراقب الكائن يقترب من شين لي. استطاع شين لي، بفضل تحذير ليان، أن يبقى صامتًا، جسده متصلب تمامًا، وكأنه تمثال. ومع ذلك، كان هناك توتر واضح في الهواء، كأن أي حركة أو صوت قد يُطلق الرعب الكامن.
بعد لحظات طويلة، ابتعد الكائن عن شين لي وبدأ يتحرك نحو لين يو. انحنى مجددًا، وجهه يقترب من وجه لين يو، عيونه المثقوبة تحدق في جسده. مرة أخرى، تردد صوته المليء بالعذاب في أرجاء الغرفة.
"والدي... أين أنت؟"
ظل لين يو ثابتًا، متحكمًا بكل عصب في جسده، مدركًا أن أي تفاعل قد يكون كارثيًا. ليان كانت تراقب المشهد بعينين مفتوحتين على مصراعيهما، تكاد لا تصدق ما يحدث أمامها. شعرت كما لو أن الوقت قد تجمد، وأن كل لحظة تستغرق دهورًا لتكتمل.
استمر الكائن في التجول بين الجميع، متنقلاً بين ليان، شين لي، ولين يو، يسأل نفس السؤال مرة تلو الأخرى. "أين والدي؟" كان صوته يتردد بشكل مرعب، ممتزجًا بالأسى واليأس.
استمرت هذه الدائرة المخيفة طوال الليل، وكأن الكائن محاصر في بحث لا نهائي عن شيء لا يمكن العثور عليه. كان الرعب يسيطر على كل نفس، كل لحظة، والجو مليء بالخوف المطبق.
لكن ببطء، مع اقتراب الفجر، بدأ الضوء يتسلل إلى الغرفة. ومع أول خيوط النهار، بدأ الكائن بالتراجع نحو الباب، وكأنه مرغم على المغادرة. لم يقل شيئًا، بل اختفى تدريجيًا في الظلام، تاركًا وراءه هدوءًا مرعبًا.
كان الصمت يسيطر على الغرفة بعد مغادرة الكائن. الجميع كانوا مجمدين في أماكنهم، كما لو أنهم يخشون أن عودته قد تكون وشيكة. بعد دقائق من التوتر، بدأت ليان تتنفس بعمق، محاولة تهدئة قلبها المتسارع. كان شين لي يراقبها بصمت، مستشعرًا أن أي حركة قد تكون ثقيلة بعد كل ما مروا به.
لكن شياو لينج لم تستطع تحمل الضغط أكثر. انفجرت في البكاء بصوت منخفض، وكأن كل الرعب الذي كانت تحاول كتمه طيلة الليل خرج دفعة واحدة. كانت أعصابها مرهقة بالكامل، وتحتاج لمن يواسيها. ليان، التي كانت تشعر بنفس القدر من الإرهاق، جلست على السرير في حالة شرود، تفكر في كل ما حدث. لم تكن فقط مجمدة من الخوف، بل كان هناك شعور بالفراغ والدهشة، كيف استطاعوا البقاء صامتين طوال هذا الوقت؟ كيف استطاعوا النجاة؟
أنت تقرأ
الموت الحتمي
Horrorماذا عن ان تجد روايتك المفضله تتحقق بالواقع ؟ ماذا عن تقابل ابطال روايتك وتصارعوا للبقاء علي قيد الحياه معا؟!! هذا ما تعيشه بطلتنا الان البطله مصريه ومعظم احداث الروايه في الصين لان الروايه التي تتحقق هي روايه صينيه مستمره