كانت ليان تشعر بثقل القلق يجثم على صدرها، وكأنها تحاول التنفس تحت الماء. فكرة أنها ربما لن تستطيع إحداث تغيير في مصير شين لي كانت كابوسًا يلاحقها. "ماذا لو لم أتمكن من تغيير شيء؟" ترددت هذه الكلمات في ذهنها بلا توقف، مما زاد من توترها.
التفتت نحو شين لي،وجهه كان شاحبًا كأنه لم يرَ النور منذ أيام. عيناه كانت حمراء، متورمتين قليلاً من الضغط، بالرغم من أنه لم يبكِ فعليًا. بدا وكأنه يصارع بكل ما لديه ليحافظ على هدوئه، لكن ليان رأت وراء هذا الهدوء الظاهري. كان يُكافح، يحاول ألا ينهار، لكن التوتر كان واضحًا في كل تفصيلة من ملامحه.
نظرت ليان إليه، قلبها مثقل بالقلق على صديقها الذي تحاول حمايته. كانت تعلم أن الوضع صعب عليه، وهو يشعر بالعجز والخوف على والدته. شعرت بحاجة إلى فعل شيء، أي شيء، لطمأنته.
دون أن تقول شيئًا، وضعت يدها برفق على يده، محاولة أن تنقل له بعض من الاطمئنان الذي لم تكن تشعر به تمامًا في تلك اللحظة. نظرت في عينيه، وقالت بصوت ناعم ومطمئن:
"شين لي... أنا متأكدة أن كل شيء سيكون بخير. لقد وصلنا في الوقت المناسب، والأطباء هنا سيقومون بكل ما بوسعهم. "
كلماتها كانت هادئة لكنها مشبعة بالصدق، كأنها تحاول أن تخفف من الحِمل الذي يحمله على كتفيه. شعرت بأن يده ارتخت قليلاً تحت لمستها، وكأنه بدأ يستجيب لكلماتها.
نظر إليها بعينين مثقلتين بالقلق لكنه أومأ برأسه ببطء، وكأن كلماتها بدأت تخترق جدار الخوف الذي يحيط به.
عندما رأوا الطبيب يخرج من غرفة الطوارئ، تسارعت نبضات قلوبهم، وتسابقا نحوه بقلق واضح. شين لي سأل بصوت متوتر، يكاد ينكسر: "طبيب، كيف حال والدتي؟"
نظر إليهم الطبيب بتعبير مرهق، وقال بتنهيدة ثقيلة: "أ-أنا آسف..."
تجمدت ليان في مكانها، وشين لي شعر كأن الحياة تخرج من جسده، عيناه اتسعتا وكأن الزمن توقف. "آسف؟ ماذا يعني ذلك؟" سألت ليان، وجهها شاحب وملامحها مشوشة، تخشى أن يكون ما تخافه قد حدث بالفعل. أما شين لي، فتعثر للخلف، جسده فقد توازنه وكان على وشك السقوط لولا أن ليان أمسكت به في اللحظة الأخيرة، مسندة إياه بذراعيها.
"طبيب، من فضلك... أخبرني كيف حدث ذلك؟" قالت ليان، محاولاً الحفاظ على صوتها هادئًا رغم الفوضى التي كانت تعصف بداخلها. كانت بحاجة إلى توضيح، إلى إجابة، إلى شيء يزيل هذا الغموض المرعب.
لكن الطبيب نظر إليهما مجددًا، ثم قال بسرعة: "آسف، لقد أسأت التعبير... والدتك بخير، لقد استطعنا إنقاذها في الوقت المناسب. هي فقط تحتاج إلى بعض الوقت للتعافي."
"ماذا؟!" قالت ليان بصوت عالٍ غير مصدقة، ونظرت إلى شين لي بينما بدأت ابتسامة لا تستطيع التحكم بها تظهر على وجهها. كان الفرح يملأ قلبها، فاندفعت للتأكد مرة أخرى: "طبيب، هل هي حقًا بخير؟ حقًا؟" كانت ليان تتحدث وتبكي في نفس الوقت، لم تستطع كبح الدموع، وكأن كل القلق الذي حملته طيلة تلك اللحظات قد انفجر دفعة واحدة.
أنت تقرأ
الموت الحتمي
Horrorماذا عن ان تجد روايتك المفضله تتحقق بالواقع ؟ ماذا عن تقابل ابطال روايتك وتصارعوا للبقاء علي قيد الحياه معا؟!! هذا ما تعيشه بطلتنا الان البطله مصريه ومعظم احداث الروايه في الصين لان الروايه التي تتحقق هي روايه صينيه مستمره