The Silent Home

11 3 4
                                    


لين يو الذي صعد لغرفته أغلق الباب خلفه بقسوة، وتردد صدى الصوت في أرجاء الغرفة الهادئة. بدأ بفك ياقته بعنف، كما لو كان يحاول التحرر من شيء أكثر من مجرد قطعة قماش. نزع قميصه وألقاه بعيدًا، وكأن التخلص منه سيزيل معه ثقل المشاعر التي تموج في داخله. وقف للحظة وهو يمسك رأسه بيديه، كأنما يحاول الإمساك بأفكاره المتبعثرة، وعيناه محتقنتان بالدموع والغضب الذي لم يعد يعرف له مبررًا.

بغضب متصاعد، دفع الطاولة بقدمه، محطمًا كل ما كان عليها، الأوراق والمجسمات المتناثرة في كل مكان. لم يكن يشعر بالتحطم الخارجي، بل بالتحطم الذي يمزقه من الداخل. ثم التقت عيناه بانعكاسه في المرآة. الرجل الذي كان ينظر إليه من خلف الزجاج لم يكن لين يو الذي يعرفه. الرجل الذي اعتاد أن يكون مثاليًا في مظهره، وراقيًا في سلوكه، بدا الآن ممزقًا، خاسرًا، وبعيدًا عن أي هدوء اعتاده.

عيناه كانت تشع غضبًا وارتباكًا، نظرته لنفسه في المرآة ملأتها الخيبة. وبدون تفكير، مد يده باندفاع نحو المرآة، ليحطمها بقبضته. قطع الزجاج تناثرت على الأرض، ويده باتت غارقة بالدماء. الألم الجسدي كان ملموسًا، لكنه كان لا شيء مقارنة بما يشعر به في قلبه. كان قلبه يعتصر، لكنه لم يفهم لماذا.

"لماذا تصرفت هكذا؟" تردد السؤال في عقله المتألم. كان لين يو دائمًا الرجل المتحكم، المتزن. لكن هذه المرة، فقد السيطرة. لماذا؟ لماذا كان الأمر مهمًا لهذه الدرجة؟ لماذا أثار غضبه بهذه القوة؟ لماذا يهتم إن كانت ليان خرجت مع شين لي؟ لماذا يهمه إن كانا يتواعدان؟

"لماذا يهمني ذلك؟" تمتم بصوت مبحوح، وعيناه الفاقدتان للحياة تحدقان في الزجاج المحطم أمامه. لم يكن هذا الرجل في المرآة هو نفسه، لكنه الآن لا يستطيع الهروب من الحقيقة. هناك شيء ما في ليان، شيء ما يجعل كل شيء ينهار داخله، شيء لم يكن يعتقد أنه موجود فيه، لكنه الآن يعرفه.

شعر بالضعف، العجز أمام مشاعره التي لا يفهمها. الألم في قلبه لم يكن جسديًا، بل كان أعمق من ذلك. هل حقًا يتواعدون؟

انهار لين يو على سريره، جسده منهك، وعقله عاجز عن التفكير في أي شيء آخر سوى تلك اللحظة التي رأى فيها ليان تمسك بيد شين لي، وتسحبه معها نحو الأعلى. كانت تلك الصورة محفورة في ذهنه، تكررت مرارًا وكأنها لن تختفي. كم بدوا قريبين، متوافقين... ودودين جدًا. كانت تلك اللحظة بالتحديد مثل سهم اخترق صدره، ومع كل مرة يتذكرها، يتعمق الجرح.

لم يستطع لين يو إلا أن يتساءل: ماذا لو كنت أنا من أمسكت يدها؟

تردد السؤال في داخله بصدى غريب، كأنه فكرة ممنوعة، لكنه الآن لا يستطيع تجاهلها. حينما وصل تفكيره إلى هذه النقطة، بدأ يضحك. ضحكة كانت أقرب إلى الجنون، ممتزجة باليأس، وكأن هذا الإدراك الجديد كان سخيفًا لدرجة أنه لا يستطيع إلا الضحك.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن