ايزيس

8 2 4
                                    


تقدم لين يو، وتبعه اللاعبون إلى الخارج، ليجدوا أمامهم ممرًا طويلًا يبدو وكأنه يمتد إلى ما لا نهاية. كانت الشموع تضيء الجدران على طول الممر، لكنها لم تضف أي طمأنينة، بل جعلت الجو أكثر كآبة ورهبة.

تراقصت ظلالهم على الجدران بفعل ضوء الشموع المرتعش، مما خلق أوهامًا بصرية تزيد من شعورهم بالقلق. كان الصمت يخيم على المكان، لا يُسمع سوى صوت خطواتهم التي تردد صداها في الممر، وكأنهم يسيرون نحو المجهول.

بينما كانت ليان تسير في الممر، كانت في حالة تركيز تام، عيناها تدرس كل تفصيلة حولها، محاولة إيجاد أي شيء قد يكشف عن اختراق مفيد بدلاً من السير بلا هدف في هذا الممر الذي يبدو أنه يمتد بلا نهاية. فجأة، توقفت في مكانها، وظهرت على وجهها الهادئ ملامح رعب غير مألوفة.

لاحظ شين لي تغير تعبيرها، فاقترب منها قائلاً بقلق: "ليان؟ هل أنتِ بخير؟"

ابتسمت جيني بسخرية، وقالت بنبرة مليئة بالشماتة: "ماذا؟ خائفة؟ أم أنكِ تبحثين عن اهتمام لا أكثر؟"

لكن لين يو تجاهل تعليق جيني، والتفت نحو ليان بنظرة جادة، وسألها مباشرة: "هل رأيتِ شيئاً؟"

التقت ليان بعينيه، وقالت بنبرة مليئة بالقلق: "يجب أن نركض."

"ما هذا الهراء الذي تتحدثين عنه؟!" صرخت جيني بغضب، غير مصدقة. "هل تعتقدين أننا سنستمع لكِ ونتلقى الأوامر منكِ الآن؟"

لكن قبل أن تكمل حديثها، صرخ لين يو بقوة وهو يسحب ليان من ذراعها: "اركضوا!"

لم يتردد، وبدأ في الركض في الاتجاه المعاكس، تبعه باقي اللاعبين دون تفكير. نظروا إلى بعضهم البعض بعيون متسعة من القلق، متسائلين عما يمكن أن يكون هذا الشيء الذي أخاف ليان.

"ماذا؟!" صرخت جيني، غير مصدقة ما يحدث، لكنها قبل أن تستوعب الموقف، بدأت الأرض تهتز بعنف تحت أقدامهم، وارتفع صوت رهيب كأن شيئًا ضخمًا يُجر على الأرض، صوته الخشن والمزعج يخترق الآذان ويبعث القشعريرة في النفوس.

شعرت جيني بالرعب يتسلل إلى قلبها، وكأن قدميها تجمدتا في مكانها. نظرت إلى الخلف، ثم دون تفكير بدأت في الركض، تحاول اللحاق بلين يو وبقية اللاعبين، الهلع يتملكها وهي تدرك أنهم ربما يهربون من شيء أسوأ مما تستطيع تخيله.

استمر اللاعبون في الركض بلا هوادة، أقدامهم تدوي على الأرضية الحجرية، تتسارع أنفاسهم مع كل خطوة، وكلما ظنوا أنهم ابتعدوا، كان الصوت المرعب يزداد اقتراباً، كأن الكيان الذي يطاردهم لا يعرف تعباً أو استسلاماً. لم يكن هناك مجال للتفكير أو التوقف، فقط الركض، الركض بكل ما لديهم من قوة.

شعرت ليان بالإرهاق يتسلل إلى عضلاتها، لكنها استمرت في الجري، تدفع نفسها بلا رحمة، وعقلها يردد أنه لا يمكنهم التوقف الآن. كان شين لي يتقدم بجانبها، وعيناه متيقظتان، جاهزتان لأي خطر. بينما حافظ لين يو على سرعته أمامهم، يقود المجموعة بحزم وهدوء، نظراته تراقب الممر الضيق الذي لا يبدو أن له نهاية.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن