وداع

8 3 2
                                    


تثاؤب

"آآه، ما غمضتش ليَّا عين طول الليل!"

استيقظت ليان من نومها بتثاقل، وكأن جسدها يرفض الاستيقاظ بعد ليلة طويلة من الأرق. عيناها كانتا مثقلتين بالتعب، والهالات السوداء التي تحيط بهما تتنافس مع خاصه لو وي،  رغم محاولاتها العديدة لإغلاق عينيها، لم تتمكن من التخلص من الأفكار المتلاحقة التي استوطنت عقلها منذ لقاءها مع شياو لينج.

"وانا مال أهلي؟ سواء خطب، اتجوز، حتى لو اتجوز كلب! ليه مهتمة أصلاً؟ أنا مش المفروض أكون صديقة مهتمة لشخص مش بيعتبرني حتى صديقة."

.اشعر بثقل غريب في قلبي، وكأن شيئًا غير مرئي يعصره ببطء. كانت تلك المشاعر غير مريحة ليه؟ ..ليه ...قلبي واجعني؟ ليه متضايقه؟ ليه مش مرتاحه؟

وضعت ليان يدها على صدرها، وكأنها تنتظر إجابة من قلبها المتضارب. لكنها في النهاية تنهدت بلا حول ولا قوة، مدركة أن التفكير في هذا الأمر لن يُفضي إلى أي شيء.وبشكل غريب اعتقدت انها اذا عرفت لماذا تشعر هكذا لن ترتاح ابدا .فقررت ببساطة تجاهل كل تلك المشاعر المعقدة. كانت هذه هي الطريقة التي تتعامل بها ليان دائمًا مع الأمور التي لا تستطيع فهمها—بالتجاهل، وكأن لا شيء يحدث.

---------------------------

في اجتماع نخبوي ضم قادة "ستارلايت"، جلس الأربعة الأبرز في المنظمة حول طاولة مستديرة. كان الجو مشحونًا بالتوتر والعزم، فالعيون تترقب الجولة العاشرة - الأخيرة. كل واحد منهم يعلم أن هذه الجولة لن تكون مجرد تحدٍ عادي، بل هي المرحلة التي ستحدد مصيرهم ومصير العالم الذي عرفوه.

ليان كانت تجلس متماسكة رغم الثقل الذي يضغط على كتفيها. إلى جانبها جلس مالك، الذي بدا هادئًا وثابتًا كعادته، لكن عينيه كانتا تعكسان القلق المستتر. كاين، بعينيه الحادتين، كان يراقب الجميع، يستعد لأي احتمال قد يأتي. أما لو وي، فكان الصمت يسيطر عليه، لكن هالته كانت تشير إلى أن العاصفة بداخله جاهزة للانفجار في أي لحظة.

هؤلاء الأربعة كانوا النخبة، المختارون لدخول الجولة العاشرة. قلوبهم مجتمعة على هدف واحد: إنهاء اللعبة القاتلة للأبد. كل واحد منهم يعرف أن هذه الجولة ستكون الأصعب، أنها ستكون الفصل الحاسم الذي سيحدد مستقبل العالم.

المخاطر كانت أكبر من أي وقت مضى، والفشل لم يكن خيارًا مطروحًا.

"هل أنتم مستعدون لتحمل هذه المخاطرة؟ يجب أن تعلموا أنه ما إن نبدأ، لا يوجد رجوع للوراء." قال مالك بنبرة جادة، عينيه تلمعان بتركيز كقائد يدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.

كاين، الذي اعتاد على التهريج والمزاح، تغيرت ملامحه إلى الجدية، وقال بثقة: "بالطبع، أيها القائد. لطالما كان الأمر خطيرًا، لكن هذه المخاطرة تمنحنا فرصة لإنقاذ الكثير من الناس... وحتى أنفسنا."

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن