اختارت ليان أن تعتمد على قوة ذراعيها بدلاً من محاولة السير على الحبل، متجنبة مخاطرة التوازن على قدميها. أمسكت بالحبل بكلتي يديها وبدأت تعبره بسرعة وهدوء، حركتها حذرة وسلسة. يي تين كان يراقبها بانبهار، وقد ألهمه تصرفها الجريء، فقرر اتباع نهجها. دون تردد، تعلق بالحبل مثلها وبدأ عبوره.
في تلك اللحظة، شعر يي تين بالامتنان العميق لوجود ليان معه. الفكرة الوحيدة التي كانت تسيطر على عقله هي: لقد أنقذتني مجددًا اليوم تقريبا. كان يشعر بالخوف، لكن رؤية أخته الكبرى أعطته دفعة من الشجاعة التي لم يكن يعلم أنه يملكها. مع ذلك، حاول جاهدًا ألا ينظر إلى الأسفل، لأن فكرة النظر إلى الهاوية كانت كفيلة بتحطيم ما تبقى من تماسكه.
وفجأة، انزلقت يده عن الحبل.
"آه!" صرخة ارتجفت معها أعماقه. جسده ارتعش وامتلأ قلبه بذعر لا يوصف. العرق كان يتصبب من جبينه وكأنه طوفان، ويداه المتعرقتان زلقتا عن الحبل. للحظة، شعر بأنه على وشك السقوط في الفراغ الذي تحته، وكأن الموت كان على بعد نبضة واحدة.
امتلأت عيناه بالدموع، ورفع نظره المذعور نحو ليان. كانت تنظر إليه بتعبير قلق، لكن عينيها كانتا تحملان شيئًا آخر: الثقة والهدوء. لم تكن نظرة ذعر، بل كانت نظرة تقول له بصمت: أنا هنا، لا تخف.
أومأت ليان له بهدوء، وتلك الحركة الصغيرة كانت كافية لإعادة شجاعته. أخذ يي تين نفسًا عميقًا، وكأنه يحاول أن يمتص منها القوة التي يحتاجها. بلع ريقه بصعوبة، ومسح يده المتعرقة بملابسه ليجففها. كان يعلم أنه لا يمكنه السماح ليديه بالانزلاق مرة أخرى. مع كل أمل متبقي له، عاد ليمسك بالحبل بقوة أكبر، واستمر في النضال بحذر، مراقبًا كل خطوة وكل حركة، متفاديًا أن ينزلق مرة أخرى.
-----------------------------------------------------
"آه... وقعت قلبي!"
تنهدت ليان بارتياح وهي تراقب يي تين بعد أن كاد يسقط. تفاجأت بشدة وظنت للحظة أنه سيفقد توازنه ويسقط في الفراغ، لكن لحسن الحظ، تمكن من التماسك في اللحظة الأخيرة. لم تستطع منع نفسها من الابتسام قليلاً. لقد كبر فعلاً، فكرت. رغم أنه لا يزال يبدو خائفًا بعض الشيء، إلا أنه بالتأكيد ليس غبيًا. وفي موقف كهذا، حتى أشجع الرجال سيتملكهم الخوف، فما بالك بفتى لطيف مثل يي تين؟
بينما كانت تتشبث بالحبل، متجاهلة الألم الذي يسري في ذراعيها، بدأت أفكارها تتجول. بما أن يي تين هنا... فلا بد أنه هنا أيضًا، أليس كذلك؟ مرت عاطفة غريبة في عينيها، لكنها اختفت بسرعة وكأنها لم تكن. لحسن الحظ، كان الشخص الذي معها هو يي تين؛ لأنها تعلم جيدًا أنه يمكنها الثقه به، حتى لو لم يكن الأقوى جسديًا.
فهمت ليان أن أكبر عائق في هذا التحدي ليس الخطر المادي نفسه، بل الأنانية البشرية والمخاوف الخفية. الخوف، كما تعرف جيدًا، يمكنه دفع البشر للقيام بأشياء غير متوقعة. لكن بفضل وجود يي تين، تمكنت من تجاوز هذا الجزء الأصعب.
أنت تقرأ
الموت الحتمي
Horrorماذا عن ان تجد روايتك المفضله تتحقق بالواقع ؟ ماذا عن تقابل ابطال روايتك وتصارعوا للبقاء علي قيد الحياه معا؟!! هذا ما تعيشه بطلتنا الان البطله مصريه ومعظم احداث الروايه في الصين لان الروايه التي تتحقق هي روايه صينيه مستمره