بعد أن أثار مالك ضجة بوصوله المفاجئ، شعرت ليان بالتوتر يتصاعد في الأجواء. من دون تردد، أمسكت بمعصمه وسحبته بسرعة نحو حديقة المقر، حيث يمكنهما التحدث بعيداً عن الأنظار والضوضاء. كانت ترغب في الحصول على لحظة من الهدوء والخصوصية لتتمكن من معالجة الموقف وتوضيح الأمور معه دون أن تثير مزيدًا من الفضول أو التساؤلات داخل المقر.
في الحديقة، حيث الهواء النقي والصمت يحيطان بهما، وقفت ليان أمام مالك، تحاول أن تجد الكلمات المناسبة.
تنهدت ليان بتعبير ملحوظ، ثم قالت: "ليه جيت فجأة كده؟ مقلتليش حتى."
كانت تود لو أنه أعطاها بعض الوقت لتستعد، على الأقل لتحضر زملاءها نفسيًا لوجوده، وربما لتفكر قليلاً في كيفية إبلاغه بقرارها.رد مالك بتعبير يشوبه بعض الاستياء: "مكنش ينفع اجي؟"
كان يتحدث وكأن زيارته كانت بديهية ولا تحتاج إلى تفسير، لكن ليان شعرت بنوع من الضيق الخفي في صوته.أدركت ليان أنها ربما بدت قاسية قليلًا، لذا هدأت من لهجتها وقالت: "مش قصدي كده... أنت عارف، بس فاجأتهم بظهورك كده. مش أكتر."
توقفت لثانية قبل أن تتابع: "على أي حال، سيبك من الكلام ده. أكيد جيت لسبب معين، مش كده؟"
كانت تعرف جيدًا أن مالك لا يأتي بدون سبب، وأن هذا اللقاء لا بد أن يكون مرتبطًا بالقرار الذي ظل يترقب سماعه منذ مدة.حدّق مالك في ليان بعينيه العسليتين الفاتحتين لثوانٍ قبل أن يسأل بهدوء: "أخدتي قرارك؟"
السؤال الذي كانت تتجنبه ليان طوال الأيام الماضية قد وُجِه لها أخيرًا. كانت تفكر في هذا القرار باستمرار، تعرف جيدًا أن الخيار المنطقي هو أن تكون مع مالك. بعد كل شيء، هو مصري مثلها، وهذا وحده يجعلها تفكر في اختياره. ولكن ليس هذا فقط، مالك يمثل بالنسبة لها أكثر من مجرد صديق. هو أقرب شخص لها، قد تعتبره في بعض الأحيان كأخ أكبر، وفي أحيان أخرى كزوج مستقبلي، بناءً على علاقتهما الطويلة والمستقرة. كان دائماً بجانبها، وما من أحد يفهمها كما يفعل.
لكن هذا القرار لم يكن بهذه السهولة. ليان، كشخص يبحث دائمًا عن الاستقرار، كانت فكرة الانتقال إلى حياة جديدة أو اتخاذ خطوة جذرية مرهقة لها. بجانب ذلك، لم تكن ترغب في ترك أصدقائها هكذا، خصوصاً بعدما أصبحت جزءًا من حياتهم ومهامهم. فكان ثقل القرار لا يقتصر على المستقبل وحده، بل كان يتعلق بالمشاعر والعلاقات التي بنتها بالفعل.
تنهدت ليان بخفة وقالت بصوت منخفض: "ليه مستعجل؟"
رد مالك بنبرة ثابتة، وإن كانت تحمل بعض النفاذ صبر: "أنا مش مستعجل، بس حسيت إني عطيتك وقت كفاية. لو لسه مترددة، فمعتقدش إن لو زاد الوقت هيتغير حاجة."
ابتلعت ليان لعابها بهدوء وهي تشعر أن ما قاله مالك كان صحيحًا. لقد اتخذت قرارها بالفعل، فبدأت بقولها بهدوء: "مالك، أنا آسفة، لكن ما أعتقدش إني مستعدة أسيب بريزميرا."
أنت تقرأ
الموت الحتمي
Horrorماذا عن ان تجد روايتك المفضله تتحقق بالواقع ؟ ماذا عن تقابل ابطال روايتك وتصارعوا للبقاء علي قيد الحياه معا؟!! هذا ما تعيشه بطلتنا الان البطله مصريه ومعظم احداث الروايه في الصين لان الروايه التي تتحقق هي روايه صينيه مستمره