لقاء مزعج

9 3 3
                                    


تنفست ليان بعمق، محاولة السيطرة على الخوف الذي يعتصر قلبها. كانت طاقة سيت تجتاح المكان، تجعله ثقيلًا بشكل لا يُحتمل. لكن ليان لم يكن لديها خيار آخر، لقد كانت فرصتهم الوحيدة. وعندما رأت نظراته المتغطرسة المليئة بالشر، علمت ما يجب أن تفعله.

ابتسمت له بجرأة مصطنعة، وقالت بصوت هادئ لكنه مشحون بالتحدي، "أتعرف، يا سيت؟ بالرغم من كل قوتك، ما زلت في ظلال أوزوريس. لا عجب أنك تحاول دائمًا تدميره، حتى بعد أن رحل."

ضاقت عينا سيت بغضب، وبدأ يتقدم نحوها ببطء. "كيف تجرؤين على مقارنة هذا الحقير بي؟! أنا سيد الفوضى، وهو لم يكن سوى دمية في يد إيزيس!"

تجاهلت ليان الهالة المظلمة التي تحيط به، واستمرت بلهجة ساخرة، "دمية؟ لقد كان أوزوريس ملكًا وحاكمًا يحبه الجميع. حتى بعد موته، بقي ذكره في القلوب. بينما أنتَ، ماذا فعلت؟ مجرد إله فوضى يحاول عبثًا ترك بصمة."

ازدادت وتيرة غضب سيت، واشتدت طاقته من حوله، جعلت الأرض تهتز من تحتهما. "سأريكِ ما أستطيع فعله، أيها المخلوق البشري التافه!"

ابتسمت ليان بخفة، وهي ترى الغضب يتصاعد في عينيه. "في الواقع، لا أعتقد أنك تستطيع فعل شيء سوى التدمير. حتى إيزيس، زوجة أوزوريس، لم تفكر فيك يومًا. لقد كانت مخلصة له، حتى بعد موته. كم هو مؤلم أن تكون مجرد ظل في حياتها!"

"إخرسي!" صرخ سيت، وهو يخطو نحوها بعنف، غضبه يحطم الأرض من حوله، والظلام يتصاعد بشكل مرعب.

كانت ليان تتراجع ببطء، تتحرك بحذر شديد، وتراقب سيت الذي يقترب منها بخطوات بطيئة ومخيفة. طاقته المظلمة كانت تغمر المكان، وجعلت الهواء ثقيلًا لا يُحتمل. شعرت ليان أن كل شيء من حولها يختفي، لم يبقَ سوى هي وسيت، والظلام الذي يتجمع حوله.

"أعتقدتِ أنكِ تستطيعين مواجهتي؟" قال سيت بصوتٍ عميقٍ، ملئ بالازدراء والغضب. "سأُدمركِ، وأُنهي هذه اللعبة السخيفة."

ابتسمت ليان بخفة، رغم أن قلبها كان ينبض بقوة، وعرفت أن فرصتها الوحيدة تكمن في استفزازه بما يكفي لدفعه للهجوم. "لستَ سوى ظلٍّ لأوزوريس، لا أكثر. مهما فعلتَ، ستظل محبوسًا في ظله، لا شيء أكثر من مجرد انعكاس تائه."

اندفع سيت نحو ليان بغضبٍ عارم، لكن ليان، على الرغم من خوفها، حشدت كل قوتها لتحرك بسرعة جانبًا. ومع ذلك، كانت سرعة سيت رهيبة، تعثر بقوة على الصندوق الملعون خلفها. الصوت المدوي لاصطدامه بالصندوق تردد في أرجاء المكان، ومعه شعرت ليان بألمٍ شديد يسري في عظامها، لكنها تجاهلت الألم.

لم يكن لديها وقت للتردد. استدعت ليان بسرعة قوة إيزيس، وبدأت في تلاوة التعويذة القديمة التي علمتها إياها. الطاقات الذهبية بدأت تلتف حول سيت، تحاول تقييده بالصندوق، لكنه كان يقاوم بشراسة لا توصف، صوته يهز المكان بينما يحاول الانفلات من قيود السحر.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن