لقاء بعد فراق

8 1 0
                                    


كانت ليان تقاتل بصعوبة، مرهقة لكن مصممة، وفي ذهنها فكرة واحدة: لا يمكنها أن تتوقف هنا. أربعة من الزومبي كانوا يحاصرونها، يقتربون منها بتلك الحركات الثقيلة والمفزعة، وأصوات أنينهم المخيف تملأ المكان. كانت تعرف أن مجرد لمسة أو خدش قد يكون كارثيًا، لذا تمسكت بالدفاع، تبقي مسافة بينهم وبينها، وتنتظر اللحظة المناسبة.

بفضل تدريباتها الشاقة مع مالك، حافظت على قوتها وتركيزها، لكن حتى جسدها المدرب لا يستطيع الاستمرار طويلاً. لم يكن القتال ضد هؤلاء الكائنات كمواجهة خصم بشري؛ لم يتعبوا، ولم يترددوا، وكانوا مستعدين للانقضاض عليها بلا هوادة.

"لا يمكنني الاستمرار هنا طويلاً..." فكرت ليان وهي تستجمع أنفاسها. أدركت أن هذه الضجة ستجذب المزيد من الزومبي، ومع كل لحظة تضيعها هنا، يقل احتمال نجاتها. وجدت نفسها تجول بنظراتها بين زوايا المكان، تدرس البيئة حولها بعناية، تبحث عن أي فرصة للهرب.

------------------------------------------------------------

يي تين، الذي سقط من الجدار، وقف للحظة ونظر إلى المكان الذي تركت فيه ليان، على أمل أن يلمحها مرة أخرى ويطمئن بأنها نجت. ورغم أن عقله كان يخبره أن الأمر صعب للغاية، إلا أن قلبه كان متمسكًا بذلك الأمل. فهو يعلم أن مواجهة أربعة زومبي في وقت واحد يكاد يكون مستحيلًا، وأنه من الخطر الشديد أن تعطي ظهرك لهؤلاء الكائنات. ليان كانت تدرك هذا بالطبع؛ إذا اختارت الهروب، فلن تكون عن طريق الجدار، بل بطريقة أخرى أذكى. ورغم يقينه بهذا، إلا أنه ظل واقفًا، عاجزًا عن التحرك.

لكن الأمل لم يُمهله طويلاً، إذ بدأت كائنات الزومبي تتقافز من الزوايا، محاصرة إياه بلا رحمة. أدرك يي تين أن وقوفه هنا قد يعني نهايته، ومع ذلك كانت فكرة ترك ليان وحدها مؤلمة. همس بيأس، "اللعنة!" وهو يضرب الأرض بقدمه، يحاول كبح دموعه.

ضرب الأرض بقدمه غضبًا، ثم بدأ يركض وهو يدرك بوضوح ما عليه فعله الآن: "عليّ أن أجد القائد وأخي... هم الأمل الوحيد لمساعدة الاخت الكبري." كانت مهمته محفوفة بالمخاطر، فالمنطقة واسعة ومليئة بالزومبي، لكن كان عليه المحاولة. قرر بذل كل ما بوسعه، وعينيه مليئتين بالتصميم على العثور عليهم.

يي تين تمتم لنفسه بصوت خافت، محاولًا تهدئة تسارع أنفاسه، وهو يمسح بنظره البيوت المعتمة حوله. "القائد والبقية... لابد أنهم يختبئون في أحد هذه المنازل." لم يكن في وضع يسمح بأي خطوة غير محسوبة؛ الطرق العشوائي على الأبواب لن يجلب له سوى المصائب، فقرر الاعتماد على مهارات تعقب الآثار، وهي تلك المهارات التي طالما اعتقد أنها بلا فائدة.

تذكر كيف كان أخوه يصر على تعليمه أساليب تتبع الأثر، ويهمس له دومًا: "هذه التفاصيل الصغيرة ستنقذك يومًا ما." كان يي تين يسخر بصمت وقتها، غير مستوعب للحاجة إلى كل هذا، لكن في تلك اللحظة، وفي هذا المكان الخطير، شعر بالامتنان العميق لنصائح أخيه الصبورة.

الموت الحتميحيث تعيش القصص. اكتشف الآن