صراع البرية

الظلام الأبدي

لقد تغير العالم.

لم يعد البشر هم الأنواع الحاكمة بعد الآن.

لكن هل كانوا كذلك حقًا في أي وقت مضى؟

يقول البعض إنه منذ وجود البشرية، كان هناك شيء آخر يراقب من الظلال، موجود دائمًا، يتربص دائمًا، منتظرًا الوقت المناسب للتحرك.

لقد حان ذلك الوقت.

قيل لي إنه مر نحو ثمانين عامًا منذ ذلك اليوم، لكن أولئك الذين كانوا هناك آنذاك، قد رحلوا منذ زمن طويل.

كنت محظوظه لوجودي هنا. عاشت أمي نشأة أصعب مني؛ على الأقل هذا ما أخبرتني به عندما كنت صغيرة، رغم أنني وجدت صعوبة في تخيل أي شيء أصعب من طريقة حياتي.

الطعام أصبح أكثر ندرة الآن، والمباني في حالة أسوأ، لكن ما كان لدى الناس آنذاك هو أمل طفيف في أذهانهم بأن الأمور قد تتحسن.

ذلك الأمل مات الآن.

بالتأكيد لم يكن لدي أي أمل. كان علي فقط أن أحاول العيش بأقصى ما يمكن، وهذا يعني محاولة البقاء على قيد الحياة كل يوم قادم وخاصة كل ليلة قادمة.

كانت الليالي هي الأوقات التي يجب فيها الانتباه لكل حفيف أوراق في الأشجار وصرير في ألواح الأرضية.

بغض النظر عن المكان الذي تذهب إليه، كان عليك دائمًا أن تحرص على ظهرك.

كانت تلك واحدة من أهم قواعد البقاء على قيد الحياة.

كنت دائمًا فريسة.

والمفترسون كانوا دائمًا جائعين.

للدم.

رواية جديدة