_وصلوا .. رجعوا خلاص.
كانت تقف وهي تتذوق الطعام بمحبة قبل أن تقف المعلقة على طرف شفتيها وهي تستمع إلى صرخة شقيقتها الصغرى فرحة...
تجمدت في مكانها من فرط دهشتها بسرعة وصلهم إلى البيت ولكنها استعادت ثباتها سريعًا وهي تتذوق الطعام بهدوء شديد قبل أن تكتشف انه قد نضج لتغلق النار عليه قبل أن تستدير وهي تتنفس بعمق تعمل على تهدأة روعها ...
خرجت من المطبخ بخطوات ثقيلة وهي تشعر بضربات قلبها تتسارع قبل أن تقف بجانب العمود الذي يحتل جزء من المنزل وهي تتابعهم وهم يتلقوا التهنئة بالسلامة على قدومهم .. كانت نظراتها معلقة معه وهي تشاهده يوزع الابتسامات عليهم وهي تعلم أنها عند اقترابها ستختفي تلك البسمات ...
اقتربت منهم وهي تشعر بتوتر بالغ قبل أن تقف امامه لتتلاشى بسمته بالفعل كما توقعت ولكنها لم تهتم بل فعلت ما يمليه عليها قلبها وقد كان .. عانقته!
شعرت بتيبس اطرافه ولكنها لم تهتم بل شددت في عناقه وهي تهمس له بصدق :
_وحشتني حتى لو انا موحشتكش.
لم تشعر بكفايتها من ذلك العناق الذي لم يبادلها به ولكنها قد ابتعدت حفاظًا على ماء وجهها .. اقتربت من عائلتها الصغيرة والتي ليست سوى عائلته بعد توفي والديها وقد تركها وشقيقته مع اقربائه في بيت العائلة الذي اكتشفت ان والدها يمتلك شقة به .. كانت تشاهد ملامحهم الحزينة عليها ولكنها كانت تتجاهل هذا بقلب مفتور .. ابتعد عنهم وهي تردف ببسمة صادقة :
_حمدلله على سلامتكم وكويس انكم رجعتوا من العملية بخير.
_الحمدلله يابنتي احنا كنا فين وبقينا فين.
كان هذا رد والدته فابتسمت إليها بتفهم قبل ان تعتذر بسرعة :
_انا هروح اشوف الاكل عشان تاكلوا .. عن اذنكم.
لم تمهلهم الفرصة بالرد وقد ركضت إلى داخل المطبخ هربًا من تلك المشاعر التي تجبرها على البكاء .. لم يخفي عليها تلك النظرات التي قد بادلها مع قريبته الحسناء دون ان ينتبه له احد متحججًا بأنهم منشغلون معها بالحديث ولكنها كانت تنتبه لكل شاردة منه .. وكأنه بنظراته يعتذر منها عن عناق زوجته المحرم لها تنفست بعمق قبل أن تشد خصلاتها بعنف قليلًا لتقلل معها الضغط قبل أن تبدأ بتحضير المائدة...
كان الجميع ملتف حول بعضهم البعض في دائرة جماعية وقد عملت هي على تجاهله تلك المرة خاصة مع ما حدث معهم صباحًا حتى تأخذ وقتها بالتعافي وقد ساعدها على ذلك وجود رفيق دربها وصديقها معها بتلك الليلة .. كانت تجلس بجواره وهي تلقي نظراتها من فترة لأخرى عليه وقد جلست بجواره قريبته تلك وقد كانت ابتسامته تشق عبوس وجهه دون أن يجرؤ أحد على توجيه تلميح إليه .. فالجميع يعلم أنه لم يتزوجها سوى لاجل وصية سخيفة قد تركها والدها مسبقًا حتى تكمل الرابع والعشرون من عمرها وحينها تصبح قادرة على اتخاذ القرار المناسب لها ولشقيقتها .. وقد تبقى على تلك المدة شهرين فقط وحينها ستحصل على الطلاق...
أنت تقرأ
اسكريبتات انتٍ لي وحدي
Povídkyمهما زادت الخلافات .. مهما طال البُعد .. مهما اختلف القدر علي وجودنا .. ستبقي ملكاً لي .. فأنتِ لي وحدي !