يقف بملامحه المتوترة أمام منزلها، متردد وخائف بعض الشيء من مواجهتها، كيف ستكون ردة فعلها؟ هل ستغضب عندما تراه؟ هل ستطرده من المنزل؟ هل سيرى بريق الشوق في عينيها أم الغضب والكراهية؟ كل هذه الاسئلة كانت تدور في رأسه، شجع نفسه وطرق عدة طرقات على الباب والتوتر بادي على ملامحه ولكنه حاول أن يخفيها، سمع صوت أقدام تقترب لتفتح الباب ومع كل خطوة تتقدم ينبض قلبه بعنف ويكاد يخرج من صدره.
كان وسيم جالس في صالة البيت إلى أن سمع أحد يطرق على الباب لينهض ويفتح الباب، تقدم وفتح ليرى رجل بعمره تقريباً، عقد حاجبيه باستغراب من هذا الغريب ليقول:
"أهلاً وسهلاً من أنت"
ما إن رآه هشام حتى اشتد فكه واحتدت ملامحه ولكن حاول أن يحافظ على هدوءه ليجيبه:
"أنت لاتعرفني لكن أنا أعرفك وأعرف سمية وآسيل أيضاً"تعجب وسيم من هذا الشخص كثيراً، أردف إليه هشام:
"ألن تستقبلني! أريد أن أتحدث إليكم جميعاً"تحدث هشام بسخرية ليفسح وسيم الطريق ويسمح له بالدخول، دخل هشام بخطوات ثابتة وعيناه تجول بأرجاء المنزل، كانت عيناه تبحث عنها فهو متلهف لرؤيتها وبنفس الوقت خائف من مواجهتها، قاطع تفكيره سؤال وسيم:
"أهلاً بك، إذاً أنت قلت بأنك تعرف زوجتي وابنتي، حسناً من أين لك أن تعرفهما"
احتدت ملامح هشام ليتحدث بانفعال:
"ليست زوجتك واللعنة، وآسيل ليست ابنتك إنها ابنتي هل تسمع"صدم وسيم من حديثه ولم يستوعب ما قاله، كاد أن يتحدث ولكن تلك التي كانت واقفة بصدمة جعلت لسانه ينعقد، كانت سمية جالسة بغرفتها فجأة سمعت صوت رجل لتنتفض من مكانها وتخرج لترى ما الأمر، ما إن جاءت عينها بعينه حتى تجمدت أطرافها وتوسعت عينها، انعقد لسانها ولم تنطق بحرف وهذا الأحمق الذي بصدرها ينبض بعنف، لم تستوعب أي شيء وكأن الزمن توقف عند هذه اللحظة لتسمع صوت هشام وهو يوجه حديثه إليها:
"أهلاً بالمدام سمية، كيف حالكِ؟ ألم تتعرفي علي"
كان حال هشام لايختلف عن حالها بشيء فهو عندما رأها تنظر إليه بدأ قلبه ينبض بعنف كحالها هي، نظر إليها من أخمص قدميها حتى رأسها، لم يستطع وصف شعوره في تلك اللحظة، حاول أن يجمع الكلام ليوجه حديثه إليها مرة أخرى:
"مابكِ هل رأيتي جني"كان يتحدث ببرود ولكن داخله بركان وسينفجر من شوقه إليها غير ذلك مع كل هذا البرود الذي يتصنعه إلا أن نظرة الحب بانت في عينيه، لسانها عجز عن النطق وقدماها لم تعد تستطيع حمل جسدها لتجلس على الأريكة وتطلق لدموعها العنان بصدمة، أحس هشام بسكاكين تغرز في قلبه ولعن نفسه مئات المرات ولكنه ظل محافظ على هدوءه، بينما وسيم كان يتابع الموقف بأكمله، صدمة سمية ونظرة هشام لها، بهذه الأثناء كان قد استوعب بأن هذا الرجل هو زوج سمية السابق ووالد آسيل، نهض من مكانه متجه إلى سمية لتهدئتها، جلس بجانبها وحدثها:

أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...