دخل آسر بقوامه وبروده المعهود إلى مكتب يوسف الذي رآه ممدداً على كرسيه بكل أريحية، مغمضاً عيناه وماداً قدميه على ظهر المكتب وكأنه في عالم آخر، اقترب منه آسر ونظر له بحاجبين مرفوعين وهو يحدث نفسه (يا له من أبله)، بحث آسر بناظريه عن أي شيء قد يزعج به يوسف ليرى أمامه كوب ماء، أمسك الكوب وهو يقترب من يوسف وعلى وجهه ابتسامة ماكرة ليسكب الكوب على وجه يوسف، شهق يوسف وفزع من هذه الحركة لينظر بأعين متسعة بينما آسر كان يضحك عليه نظر له يوسف بغيظ ليقول:
"لست بهذه الظرافة، عليك اللعنة لقد أفزعتني وبللت ثيابي، ماذا أفعل بك ها"
ابتسم آسر وضم يديه إلى صدره وقال:
"ما الذي تستطيع فعله أرني مالديك"قلب يوسف عيناه وشد على قبضته ليقول بغيظ:
"لا لن أفعل شيء، لن أضيع وقتي بضربك"ضحك آسر ضحكة قوية ليقول له من بين ضحكاته:
"يا رجل لقد أخفتني، أعلم أنك تستطيع ضربي أعلم، سوف أكون معك وأجاريك فقط من أجل خاطرك"أنهى جملته واتجه إلى الكرسي الذي بجانب المكتب وجلس ووضع قدم على قدم، بينما يوسف كان ينظر له بغيظ ويقضم أظافره ليقول:
"لقد تبللت ماذا أفعل الآن؟ أعطني بدلتك هيا هيا"
نظر له آسر وابتسم ابتسامة باردة ليقول:
"انتظر قليلاً وستجف ثيابك أيها الأحمق، هات ماعندك هيا تحدث"نفخ يوسف خديه وقال بجدية:
"لقد بعثت بالدورية لكي تلقي القبض عليهم سيأتون بعد قليل"حرك آسر رأسه موافقاً ليقول:
"إذاً كيف حال ماريا، هل مازلت تشك بها"امتعض يوسف ليقول:
"أجل لن أكذب عليك، لقد وضعت حارس كي يراقبها ويأتيني بأخبارها"تنهد آسر بضيق فهو لا يحب هذه الطريقة ولم يعجبه شك يوسف الذي ازداد كثيراً، التفت بوجهه إلى الجهة الأخرى عندما سمعا صوت طرقات على الباب ليدخل العسكري ويقدم التحية ومن بعدها يتحدث:
"سيدي لقد أتينا بهم، بماذا تؤمرني الآن"
نظر يوسف إلى آسر وكأنه يقول تحدث أنت ليقول له آسر:
"هل جلبتهم جميعاً"تحدث العسكري برسمية:
"أجل سيدي جميعهم ولكن ما عدى ذلك الشاب سهيل رافع وأصدقائه الثلاثة"هز رأسه موافقاً ليقول:
"حسناً ضع كل واحد منهم في حبس انفرادي وسنذهب لنتولى أمرهم بعد قليل"تحدث العسكري بعد أن القى التحية مرة أخرى:
"أمرك سيدي"خرج العسكري من المكتب ليعم الصمت فجأة، تنهد يوسف وهو يطرق طرقات خفيفة على مكتبه ليقول:
"ما الذي سنفعله بهم"
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...