قبلة

36.8K 1K 177
                                    

كانت جالسة تلك الفتاة في غرفتها بتوتر بالغ، لم تصدق عندما علمت بأنه قادم إليهم، رقص قلبها فرحاً وتملكتها السعادة لإنها وأخيراً ستراه، فهي لم تراه منذ سنة ونصف، قلبها يدق بسرعة شديدة ولا تعلم ما هو السر، نهضت وارتدت أجمل الثياب وتزينت لتظهر بأبهى صورها، ولكن لماذا تفعل كل ذلك؟ أليست هي من رفضته؟ أليست هي من رفضت حبه وارتباطهما؟ إذاً لماذا تفعل كل ذلك الآن؟ انتهت من تجهيز نفسها لتنظر في المرأة وتبتسم ابتسامة رضى على مظهرها، ما إن سمعت صوت جرس الباب حتى بدأ الخوف يتملكها وقلبها يدق بعنف، كيف ستواجهه؟ وبأي عين؟ هي من كانت السبب بضياعه، ماذا سيفعل عندما يراها؟ وكيف سيعاملها؟ بدأت تفرك يديها بتوتر وتقطع غرفتها ذهاباً وإياباً، انتظرت قليلاً ومن بعدها هبطت إلى الأسفل ومع كل درجة تنزلها يهبط قلبها أكثر من قبل.
كان يجلس في الصالة بكل هدوء، ظاهره هادئ ولكن داخله بركان يتفجر من شدة شوقه لرؤيتها، هو يعلم بأنه سيراها، ابتلع ريقه عندما سمع صوت خطواتها وهي تهبط على الدرج، وكل هذا كان يتابعه باسل، تقدمت رنيم بخطواتٍ ثابتة وألقت التحية عليه وصافحته لتتلاقى الأعين وتحكي الكثير والكثير من الكلام، أفلتت يده بتوتر واتجهت لتجلس بجانب أخيها ونظرها موجه للأرض، بقي ليث ينظر لها مطولاً وقلبه يدق بعنف، لم يسأل ولم تجاوب، لم يعاتب ولم تدافع، فقط اكتفيا بتبادل النظرات الجانبية، حمحم باسل ليقول:

"هل نقلت جميع أوراقك إلى البلدة"

التفت ليث إلى باسل ليقول:
"مم أجل نقلتهم جميهم لم يتبقى شيء، بالمناسبة متی السفر"

تحدث باسل:
"بعد شهر تقريباً بينما أجهز جميع أوراقي وأوراق جامعة رنيم أيضاً"

همهم ليث بتفهم ونظر نظرة خاطفة لرنيم التي كانت تتابع الحديث بصمت ليغض نظره عنها، نهض باسل ليلقي نظرة على والدته أو بالصح ليخلي لهما المكان قليلاً، ظل ليث ورنيم صامتان لا يتفوهان بكلمة لتحمحم رنيم بتوتر وتتحدث:

"كيف حالك ليث؟ وكيف هو عملك"

نظر لها بقوة ولمعت عيناه ليقول:
"أنا بخير وعملي جيد، وأنتِ كيف حالكِ"

حركت رأسها لتقول:
"بخير"

همهم لها وصمت ليعلن هاتفه عن رنينه ويرى اسم المتصل وتكون فتاة، نظر إلى رنيم نظرة خاطفة ليجيب على الهاتف:
"مرحباً"

ظل يتحدث مع هذه الفتاة وهي مسؤولة عن مشروعه الجديد لذلك أتصلت به، كانت رنيم تتابع الحديث والغيرة تنهش قلبها لإنها علمت بأن التي يحدثها هي فتاة، أنهى اتصاله ونظر لها ليقول:

"مم هذه المسؤولة عن المشروع الجديد اسمها مريم"

همهمت بتفهم ورفعت حاجب لتبتسم بسخرية وكأنه فهم بأنها لم تصدقه ليردف لها:
"أقسم لكِ هذه المسؤولة وكنا نتحدث عن العمل، ألم تسمعيني؟ كنت أحدثها عن المشروع"

لأجلكِ أنتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن