يقود سيارته بسرعة وبجانبه تلك التي كانت تبكي منذ بداية الطريق، لم يذهب من عقله منظر سمية ودموعها وخوفها على زوجها، وهذا ما أثار غضبه وغيظه، لكن هو لن يتراجع أبداً ولن يسمح لهذا الزواج أن يكتمل، ثم أنه لن يحتمل بقائها معه لمدة طويلة، سوف يجعل حياتهما تعيسة لإنها هي له وحده حتى وإن رفضت أن تعود له لن يتركها على ذمة أحد ولن يفقد الأمل، شائت أم أبت سيعيدها لجواره وسيكشف الحقيقة ولكن بالوقت المناسب.
كان منزله يبعد مسافة طويلة عن منزل وسيم ولم تكف آسيل عن البكاء طول الطريق، حدثها هشام بهدوء:
"عزيزتي لاتبكين ستكونين بخير ولن أحرمكِ من والدتكِ، سترينها متى شئتي فقط لاتبكي، خالتكِ أحلام ستعاملكِ معاملة طيبة"
أجابت من بين دموعها:
"أنا لا أستطيع أن أعيش من دون أمي أريد أن أعود إليها، ثم إن الذي حدث لن أسامحك عليه يا أبي"لم يشأ هشام أن تصل الأمور إلى هذا الحد ولكن غله وغيرته جعلاه يفعل هكذا بوسيم، هو لا يريد شيئاً سوى إعادة آسيل وأن يكسب قلب سمية لتعود له، تنهد بحرقة ليقول:
"لا تلومي والدكِ الذي ذاق العذاب طيلة العشرون سنة يا ابنتي، لم يكن بيدي الأمر"
انتبهت آسيل إلى كلمته الأخيرة لتعقد حاجبيها باستغراب وتقول:
"كيف لم يكن بيدك الأمر، أمي أخبرتني بكل شيء وأنك تزوجتها فقط من أجل تلبية رغبة والدك أليس كذلك"تحدث بجدية:
"نعم هذا ما قلته لها ولكن ليس هذا الأمر الذي جعلني أبتعد عنها، لن أتحدث أكثر من هذا ستعلمين كل شيء عما قريب"استغربت آسيل من حديثه، لمست الصدق بكلامه ولكنها لن تضعف ولن تسامحه بهذه السهولة أبداً.
وصل هشام إلى منزله، نزل من سيارته هو وآسيل ليفتح الباب ويرى زوجته وأولاده جالسين ينتظرون قدومهما، منهم من هو سعيد برؤية آسيل ومنهم من هو يكاد يموت من الغيظ والغضب، اقتربت أحلام إليهم بابتسامة صفراء لتقوم باحتضان آسيل وتقول:"أهلاً بالفتاة الجميلة، أهلاً عزيزي هشام لقد تأخرتما كدت أموت من القلق عليكما، تفضلي حبيبتي تفضلي لا تخجلي"
تقدمت آسيل ببرود ولؤم إلى الداخل ولكنها لم ترتاح لزوجة أبيها، تقدم إليها مرام وغيث أخوتها ليلقيا عليها التحية، قامت باحتضانهما بهدوء كحال أخويها اللذان ما إن رأوها حتى ابتسما باتساع، شعرت آسيل بأن أخويها بعكس والدتهما فهي لم ترتاح لها ولم تطمئن لهذا الترحيب المزيف أبداً ولكن تجاهلت هذا الأمر، جلست معهم وبدأو يتعرفون عليها شيئاً فشيئاً ويعرفوها بأنفسهم، حتى نهضت أحلام لتحضر العشاء ويتناولون العشاء سوياً، بينما الجميع على مائدة الطعام، وجهت أحلام حديثها لآسيل:
![](https://img.wattpad.com/cover/117539386-288-k722687.jpg)
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...