جالسة بغرفتها شاردة الذهن تحدق بالفراغ، بدأت الدموع تتجمع بعينيها عندما تذكرت كلام أخيها وضربه لها وموجة غضبه التي صبها عليها، بدأت شهقاتها تتعالى شيئاً فشيئاً.
بينما يوسف كان يمر من جانب غرفتها وما إن سمع صوت شهقاتها حتى تألم قلبه وتجمعت الدموع بعيناه، لم يعد له القدرة على المكابرة، ولم يعد يستطيع أن يجافيها أكثر من ذلك، لعن نفسه ولعن غضبه لإنه لا يفكر بعقل عندما تحدث أية مشكلة، حاول أن لا يضعف ويدخل لها ولكنه لا يستطيع، فهو اشتاق لها واشتاق لاحتضانها واشتاق لأيامه معها ومشاكساته لها، إلى هنا وتحطمت جميع أسواره ليدخل عليها فجأة ويراها بحالة مزرية وعيناها حمراء من شدة البكاء، ما إن رأته حتى بدأت تشهق وسقطت دموعها مجدداً ليسقط قلب يوسف مع دموعها لرؤيتها بهذه الحالة، اقترب منها وأخذها بأحضانه واعتصر جسدها الصغير بين يديه وهو يمسح على رأسها ويبثها حنانه الذي حرمت منه طيلة هذه المدة.
منذ قليل كان يقول لآسر بأن ينسى الأمر ولن يسامحها ولكن دموعها أضعفته وقطعت قلبه، بينما هي كانت تدفن وجهها بصدره وتشم رائحته التي اشتاقت لها، انتحبت بشدة وهي بصدره بينما هو كان يحدثها بكلمات حنونه ليقوم بتهدأتها، سكنت بين يديه بعد مدة ولم تعد تصدر أي حركة ولا صوت فقط تحتضنه بشدة ويبادلها هو بدوره وعلى وجهه ابتسامة خفيفة، حاول أن يبتعد عنها ولكن لم يستطع فهي كانت تشد على جسده بكل قوتها، أطلق ضحكة خفيفة لتبتسم بدورها من بين دموعها، حدثها بضحكة:"ابتعدي عني ياحمقاء"
هزت رأسها نافية ولم تتحدث ليردف لها:
"هل أعجبكِ الأمر"حركت رأسها موافقة وما زالت بحضنه ليتحدث عاقد حاجبيه:
"هل تجيدين لغة الصمت يا فتاة"ضحكت ضحكة صغيرة لتشد على احتضانه أكثر بينما هو واللعنة كم كان مشتاق ليسمع ضحكتها ويرى وجهها مبتسم، تحدثت بصوتٍ مبحوح:
"أريد المخدرات خاصتي"تمتم بخفوت:
"ها قد بدأنا"نظرت له بوجه عابس ليتحدث بتوتر مصطنع:
"اااا كنت أقول هل جفائي جعلكِ تتعاطين المخدرات أيتها الحمقاء"نظرت له بصدمة لتقول بغضب مصطنع:
"لا أنا لا أدخن"جحظت عيناه ليقول بذهول:
"أيتها الحمقاء أنا أحدثكِ عن المخدرات وأنتِ تقولين بأنكِ لا تدخني، ماذا حدث لعقلكِ"نظرت له رافعة حاجبيها وفتحت فمها وهي تهز رأسها بعدم فهم ليفعل معها المثل، نفض رأسه ليقول:
"أقسم بأنني أخذت عدوة الغباء منكِ"عبست وضمت يديها لصدرها لتقول:
"أريد مخدراتي"تنهد بضيق ليقول:
"حسناً سنأكل أولاً وبعدها أجلب لكِ مخدراتكِ اتفقنا"هزت رأسها نافية لتقول:
"مخدراتي أولاً"ليفعل مثلها ويقول:
"نأكل أولاً"
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...