كانت تركض بأقصى سرعة لديها كي لا تتأخر عن محاضرتها، هي لا تحتاج للمواصلات لإن بيتها قريب من جامعتها.
وصلت عند باب الجامعة وما إن وصلت حتى سمعت صوت أنثوي يحدثها ونبرتها لا تنم على خير أبداً:
"هيا ياذيل المعزة متأخرة كالعادة أيتها الحمقاء"
علمت من صاحبة هذا الصوت فوراً، التفتت للوراء وعلى ثغرها ابتسامة لطيفة لتقول لها آسيل:
"مابكِ أيتها الخرقاء لم أتعمد التأخير، اصمتي ياشهد وهيا أمامي إلى المحاضرة يجب أن يرى الأستاذ تصاميمنا الجديدة هيا هيا"
كانت شهد تعقد ذراعيها حول صدرها وتنظر لآسيل بعبوس كاذب ما إن سحبتها من يدها حتى تمتمت شهد:
"فاشلة"التفتت لها آسيل وقهقهت وقالت:
"إذا كنت أنا فاشلة فأنتِ الفشل بعينه"لتضحكا سوياً وتسيران باتجاه محاضرتهما.
--------------
من جهة أخرى وتحديداً في مكان يبدو عليه الفخامة والثراء في منزل زين الدين يقف ذاك الشاب بجسده الضخم وملامح وجهه الرجولية الوسيمة في منتصف حديقة المنزل يحمل بيده كأس من النبيذ واليد الأخرى يحمل بها سيجارته التي لاتفارقه.
كان يتأمل الورود علماً بأنه لا يحبها ولكنه يحب أن يتأملها يحب الهدوء ولا يحتمل الضجة والضوضاء قاطع تأمله صوت رنين هاتفه، تأفف بانزعاج ليخرج هاتفه من جيبه وينظر للشاشة ويقلب عيناه ويجيب ببرود بصوته الرجولي الأجش:
"ماذا تريد"
وصله صوت مفعم بالحياة ولكنه صوت رجولي أجش:
"قل مرحباً يارجل"قال جملته بضحكة مستفزة لآسر ليكز آسر على أسنانه وكأنه رأى يوسف وضحكته المستفزة ليقول بغضب:
"قل ما لديك أيها اللعين ليس لدي وقت لأضيعه معك"ضحك وقال باستهزاء:
"ماالذي دهاك يارجل! أنت تظل مشغول طوال وقتك، تمنيت لو مرة في حياتك ترفع هاتفك وتهاتفني ولكن لا، آسر لايفعلها أبداً"كز آسر على أسنانه ليردف بعصبية:
"قل ما لديك فقط"ليصل لمسامعه صوته وهو يمثل البكاء ويقول ببكاء كاذب:
"آه يا أبي كيف ذهبت وتركتني وحيد مع هذا البارد اللعين رحمك الله يا أبي، قل أمين أيها اللعين"شعر يوسف بأن آسر سيثور غضبه عليه لذلك أردف قائلاً:
"حسناً حسناً، كنت أريدك أن تأتي معي اليوم لكي نذهب لنسهر في مكان ما أريد أن أرفه عن نفسي فأنا مللت من العمل"
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...