شكوى

45K 1.5K 188
                                    

في مكان آخر
مكان يبعث للراحة والطمأنينة للنفس من شدة جماله وفخامته في الولايات المتحدة، بالتحديد في منزل جلال زين الدين يجلس ذاك الرجل الذي قارب على الستين من عمره بجبروته وملامحه الحادة التي تبرز وسامته رغم كبر سنه، خصلات شعره التي غزاها الشيب، عيناه التي تعطي الحدة مثل عينين الصقر، يجلس ذاك الرجل على الأريكة ويتصفح الجريدة بين يديه إنه والد آسر، وضع الجريدة بجانبه بإهمال لينده على زوجته أمينة وتأتي له بجسدها الذي لا بأس به أيضاً وخصلات شعرها الأشقر وابتسامتها العذبة فا بالرغم من أنها بالخمسين من عمرها فهي لا يظهر عليها الكبر.
اقتربت من زوجها وجلست بجانبه لتقول:

"ماذا هناك عزيزي"

تنهد جلال بقوة وقال:
"هل يوجد أخبار عن آسر؟ ألم يرضى أن يهاتفكِ عندما اتصلتي به أم ماذا"

تنهدت بحزن لتظهر علامات الحزن على وجهها وتقول:
"لا يريد التحدث معي أو معك، لقد انتهى كل شيء ياجلال ابني الوحيد لم يعد يطيقنا ولن يعود إلينا"

أنهت جملتها ببكاء ليعقد حاجبيه وتظهر تلك التجعدات فوق جبينه ليقول:
"لماذا أصبح قاسي القلب هكذا! أعلم بأننا قسينا عليه ولكن الصراحة صدمني عندما علم بأمر دخولي للمستشفى ولم يكلف نفسه للاطمئنان علي، يا للسخرية"

أنهى جملته بابتسامة حزينة، مسحت أمينة دموعها لتردف:
"لا أعلم ما الذي أقوله لك ولكنني سأظل على أمل أن يأتي اليوم الذي يعود فيه إلى حضني، نحن ظلمناه كثيراً ياجلال ظلمناه كثيراً"

قالت جملتها وهي عاقدة حاجبيها بحزن لينظر زوجها للأمام بحزن ويهز رأسه موافقاً على كلامها ويقول:
"سيعود في يوم من الأيام لاتقلقي سيعود"

أومئت بصمت ونهضت من جانبه لتتركه شارد الذهن متحسر على ولده الوحيد، كيف تركه لوحده؟ كيف تخلى عنه بهذه السهولة؟ هو أيضاً لم يكن يعلم بأن الأمور ستسوء إلى هذا الحد، كان يعتقد بأن آسر سوف يتطوع ومن بعدها يفشل ويعود إلى والديه ولكن صدمه بنجاحه وبعمله والتقدم فيه والتخلي عن والديه، ولكن لماذا نادم الآن؟ ألم يجب عليه أن لايتسرع ويتخلى عن ولده الوحيد! ألم يجب عليه أن يكون بجانب ولده ودعمه في قراراته! والآن ليبدأ عرضنا ويبدأ الندم يأكل بجسده، ومن ثم الحنين والشوق لولده الوحيد الذي رأى الدنيا من عينيه.

----------------------

مر شهرين على حياة أبطالنا:
-آسيل وسمية تعيشان أسعد أوقات حياتهما مع وسيم ولا تخلو الأمور من بعض الغضب أو المشاكل.

-شهد تعيش حياتها طبيعية ولكن هاجس الخوف يقتحمها عندما تتذكر سهيل وتهديداته المستمرة لها لدرجة انها أصبحت لا تمشي بمفردها بالطريق خوفاً من حصول أي مصيبة بل ظلت طوال وقتها ملازمة آسيل أينما ذهبت كحال آسيل التي تظل بجانبها لطمأنتها وتهدئتها.

لأجلكِ أنتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن