في المستشفى في غرفة شهد
كان يوسف عندها ووالدها ووالدتها يجلسون أمامها بصمت، تململت بفراشها لتقابل الضوء، عقدت حاجبيها لتبدأ بالصراخ والضرب على السرير، فزع من في الغرفة ليتقدموا منها وتصرخ شهد بهم:"ابتعدوا عني"
ظلت تردد هذه الكلمة ليبتعدوا عنها وتعاود والدتها وتتقدم منها ولكنها صرخت بأعلى صوتها لتبتعد والدتها عنها من حالتها الهستيرية ليتقدم يوسف منها ويمسكها ويصفعها على وجنتها، التفتت بوجهها للناحية الأخرى من قوة الصفعة، صمتت ونظرت له بأعين متسعة ووجهها أحمر كالدم، شفتاها ترتجف وعيونها زائغة، ظلت تنظر إلى ذلك الغريب الذي يقف أمامها، تنهد يوسف ليحدثها بحدة:
"اهدئي وكفاكِ صراخ ياشهد"
صرخت به بأعلى صوتها:
"ابتعد عني أيها الضابط اللعين، اين كنتم عندما اغتصبوني ها أين كنتم؟ اللعنة عليكم جميعكم، اللعنة على الجميع"ظلت تصرخ وتضرب بحالها إلى أن نهضت وسحبت المصل من يدها بعنف لتقول بصراخ:
"أريد أن أموت أريد أن أموت"توجهت إلى الشباك الموجود بغرفتها لتفتحه وتصعد عليه لتلقي بنفسها للأسفل ولكن يدان حاوطتها و منعتها من ذلك وهي يدان يوسف، مسكها بقوة قبل أن تلقي بنفسها تحت مقاومتها وجنونها ليضعها على السرير بعنف ويصرخ بها:
"كفى"
جفلت من صوته ليدخل إليها الطبيب وبيده حقنة، ما إن رأت شهد الحقنة بيده حتى أمسكت بيد يوسف وقالت:
"أرجوك لا تدعهم يعطوني حقنة أرجوك لا أريد حقنة أرجوك"تنهد يوسف وبدأ يهدأها ليقول:
"حسناً اهدئي فقط، حسناً انظري إلي ياشهد"نظرت له وهي تهمهم باستمرار وترتجف بين يديه ليردف لها:
"لن أدعهم يعطونكِ حقنة أبداً ولكن عديني بأن تهدئي وتكفي عن الصراخ اتفقنا"نظرت له وأصبحت وتيرة تنفسها عالية لتحرك رأسها موافقة ويردف لها أيضاً:
"حسناً أحسنتي، أيها الطبيب اخرج هيا"حرك الطبيب رأسه بإيجاب وخرج ليتنهد يوسف وهو يمسك يد شهد ويحدثها بكلمات مهدئة ليقول لها:
"حسناً ياشهد فقط اهدئي، كل شيء وله حل ولكن لا يجب عليكِ البكاء والصراخ هكذا، اسمعيني ألا تريدين أن تخرجين من هذه المستشفى المملة"حركت رأسها بإيجاب بسرعة ليقول لها:
"حسناً اتفقنا ستخرجين من هنا عما قريب ولكن يجب أن تعديني بأن لا تفعلي ذلك وتصرخين بعد الآن وسنصبح أنا وأنتِ أصدقاء ما رأيكِ"نظرت له مطولاً نظرة بريئة وبأعين دامعة لتحرك رأسها موافقة دون أن تتفوه بحرف، ابتسم لها ونظر لها نظرة تشجيع، بينما هي أمسكت بالغطاء وأعادت تغطية نفسها متمسكة به بقوة لتجول بنظرها بأنحاء الغرفة، ابتلعت ريقها وظلت تنظر إلى اللاشيء، تنهد يوسف بقوة وحزن على حالتها، كل شيء حدث كان تحت نظر أمها وأبيها يراقبانها والدمعة لا تفارقهما، تنهدت أمها بحزن ومسحت دمعتها التي هبطت على وجنتها فوراً، ظلت شهد صامتة وشاردة الذهن تحدق بالفراغ، بعد وقت قليل جداً بدأت بالبكاء بصمت، نظر لها يوسف وكأنه سيبكي معها ليوجه حديثه لوالديها:
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...