تجلس تلك الجميلة في غرفتها الخاصة، تمارس هوايتها التي تعشقها وهي الرسم، ترسم بعشوائية ومع كل خط ترسمه تتذكر آسر وقبلته، لتنهي رسمتها وترى بأنها رسمت ملامحه، هي بهذه الحالة منذ أسبوع، لا ترسم شيئاً غيره، ولا تتذكر أي شيء غيره هو، لا تعلم كيف ومتى ولد بصيص أمل في قلبها ونقطة مشاعر تجاهه، ولا تستطيع تفسير الذي يحدث معها، تنهدت بحنق ورمت دفترها بجانبها بعد أن رأت ملامحه التي رسمتها، كيف يحدث ذلك معها؟ كيف ترسمه؟ كيف لا تستطيع أن تنسى ملامحه الرجولية الوسيمة؟ هي بذاتها ليس لديها جواب، أحست باشتياقها له ولرؤيته، لتنهض من على سريرها وتتجه للأسفل على أمل أن تراه ولو لـ لمحة صغيرة، لإنها لم تعد تراه كثيراً منذ ذلك اليوم، فقط تجتمع به على مائدة الطعام، لا تنظر إليه لإنها خجلة من نفسها على تصرفها ذاك، ولا تعلم بأنها بهذا التصرف تشعل فتيلة غضبه وحنقه وتشعل النيران في قلبه.
وقفت متسمرة مكانها عندما سمعت صوته الرجولي يناديها باسمها، التفتت له لتراه يقف أمامها مباشرة، ظلت تحدق به وبرجولته الطاغية مطولاً، تراه أمام عينيها بقوامه ولا تستطيع إزاحة عينيها عنه، فآسر لديه شخصية جذابة ورجولة طاغية، انتشلها من شرودها صوته الساخر ليقول:"أعلم بأنني وسيم ولكن ليس لدرجة أن تنظرين إلي هكذا ببلاهة يا آسيل"
حمحمت بتوتر لتقول مدافعة:
"لا سيدي لقد فهمتني غلط أنا كنت شاردة بشيء ما فقط"ابتسم بتهكم ليقول:
"وبما كنتي شاردة إذاً"عقدت حاجبيها بقوة، ألهذا الحد مغرور وبارد؟ يريد أن يدخل لعقلها ويعرف بما تفكر، يا له من حشري، تنهدت بحنق لتقول بوجهٍ عابس:
"كنت شاردة بلا شيء"
ابتسم بسخرية ليقول:
"يا فتاة هل حدث لعقلكِ شيء"يتحدث ببرود ويسخر منها هذا مازاد من حنقها وغيظها لتقول بغيظ:
"أجل عن إذنك"التفتت وأعطته ظهرها ولكنها لم تستطع أن تخطي خطوة واحدة لإن يده انتشلتها وضمتها إلى صدره ليقول ببرود وجمود:
"أنا لم أسمح لكِ بالذهاب كي تذهبي"عقدت حاجبيها وقد بلغت ذروة غضبها لتقول بغضب مكتوم:
"اتركني يا سيد لا يجب عليك أن تفعل هكذا، ليس من أخلاقك أن تفعل ذلك"تحدث بجرأة وبرود:
"لماذا هل أجلستك بحضني وقبلتك مثلاً لتتحدثين عن أخلاقي"جحظت عيناها بقوة لتقول بغضب:
"اتركني وإلا"تحدثت بتحذير ليشدد قبضته على خصرها ويقول بتحدي:
"وإلا ماذا"حسناً لا مفر منه، لقد تغلب عليها، مجرد النظر لعيناه تقع له، لتلعنه على بروده، تحدثت بصوت أشبه للبكاء:
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...