خُذني إليك
إِنيّ ظَلامٌ يَرتَجي وجْهَ الضُّحى
حنينٌ هامَ كَهمْسِ سَرابٍ بِوهْمٍ قَضى
يُسابقُ وهْجَ صحوةٍ فيها الرَّجاء
خُذني إليك
نائمة تلك الفتاة بسلام، ولكن أظن أنها كانت تلعب المصارعة في نومها، فهي نائمة كالأموات، فقد كان نصف جسدها على الأرض وقدميها ممددة على السرير، تنام بعشوائية وشعرها منسدل على الأرض، استيقظ باسل ونهض بنصف جسده ليرى بوجهه قدمان صغيرتان، رمش عدة مرات ليمد رأسه ويرى ماريا نائمة بتلك الوضعية، جحظت عيناه بصدمة من ذلك المنظر وسؤال واحد يتردد في عقله پـ (من هذه)، لم يعلم بأن حبيبته وزوجته تلعب المصارعة وهي نائمة، نهض من على سريره ليتوجه للناحية الأخرى ويحمل زوجته ويعدل وضعية نومها العجيية مبتسماً على نومها الطفولي، مرر يده على أنحاء وجهها لتتململ بانزعاج وتتسع ابتسامته على منظرها، ظل يحرك يده على وجهها وهي تتململ وتهمهم بانزعاج، تذكر باسل ليلة أمس وماذا حدث لينظر لها بهيام ويقترب منها ويقبلها قبلة سطحية على فمها، لقد كانت أسعد ليلة في حياتهما، عندها علم ماهو معنى الحب والسعادة وهي بين أحضانه، حاول إيقاظها ولكن لا حياة لمن تنادي، حركها بعنف وقد بدأ يفقد أعصابه من نومها الثقيل، بدأت ماريا تهمهم لتفتح نصف عيناها وتنظر له، ضحك باسل على مظهرها ليقول وهو مقترب من وجهها:
"صباح الخير ياحبيبتي الباندا"
نهضت بنصف جسدها لتعقد حاجبيها وتتحدث بغضب طفولي ونبرة ناعمة:
"لست باندا بسبوسي، أهذا هو صباحي كـ عروس كانت ليلة زفافها في الأمس"همهم باسل ليقول:
"ممم حقاً؟ وهذه الوضعية التي كنتي تنامينها تدل على أنكِ عروس جديدة"عقدت حاجبيها باستغراب لتقول:
"أي وضعية؟ أنا أنام بهدوء ونومي خفيف كالريشة"صعق باسل من جوابها لإنها لم ترى نفسها وهي نائمة، حرك رأسه بغيظ ليسمعها تقول:
"أين الفطور بسبوسي"تحدث بتهكم:
"حبيبتي هيا انهضي وجهزي الفطور لنأكل هيا"صرخت بوجهه:
"لااا أنا عروس ويجب عليك أنت أن تجهز الفطور"أنهت جملتها وضمت ذراعيها لصدرها، نظر لها باسل بغيظ ليبتسم بخبث ويقول:
"حبيبتي هل أعجبتكِ القطة التي تلد فئران"نظرت له بصدمة وبعدها أخفضت رأسها وتوردت وجنتيها خجلاً ولم تجب، ليردف لها مبتسماً بشغب:
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...