وصلت تلك الفتاة برفقة أبيها إلى جانب منزل والدتها، تبتسم بحماس واشتياق، تريد رؤية والدتها بأسرع وقت، هي مشتاقة لها، مشتاقة لحضنها وحنانها، تكاد لا تصدق نفسها، وأخيراً عادت لحياتها الطبيعية، والأهم من ذلك بأن والديها لم يشككا بها وبأخلاقها أبداً وهذا ما أسعد آسيل، تقف لتدق على الباب وكلها حماس بينما والدها يتابعها ويتابع حماسها بابتسامة.
كانت سمية تجلس في الصالة حزينة وكلها شوق لابنتها، سمعت صوت طرقات على بابها لتنهض بتكاسل وتفتح الباب لترى ابنتها أمامها بابتسامتها العذبة وعيناها كلها شوق لوالدتها، تصنمت سمية بمكانها حالما رأت ابنتها، جحظت عيناها بقوة وبدأت دقات قلبها بالتسارع، لم تصدق أن التي أمامها ابنتها، وأيضاً لم تفق من صدمتها بعد، رجفت أوصالها وهبطت دموعها دون سابق إنذار، لم تبدي أي ردة فعل سوى الصدمة، يينما آسيل علمت بصدمة والدتها وتفاجئها، لذلك لم تناقش الأمر فقد ظلت على ابتسامتها لتتقدم من والدتها وتحتضنها بقوة، ما إن قامت آسيل باحتضانها حتى علمت بأنها ليست بحلم، بادلتها الحضن وهي تبكي بشوق وسعادة بالغة، وأخيراً عادت لها ابنتها الوحيدة، وأخيراً رأتها سالمة أمام عيناها، ظلت تبكي وتنتحب وقد شاركتها آسيل البكاء، إلى أن فصلتا العناق وابتستما لبعضهما، التفت سمية إلى ذاك الواقف أمام الباب لترى هشام، ابتسم لها وبادلته الابتسامة بسعادة ليرقص قلب هشام فرحاً فقط لإنه أسعدها ورأى ابتسامتها التي يعشقها، رحبت بهما ودخلوا سوياً إلى الصالة ليجلسوا ومازالت سمية محتضنة ابنتها بسعادة، فرح هشام كثيراً لإنه أعاد ابنته إليهما، بينما سمية شغلت كل حواسها مع ابنتها، تحدثت آسيل بابتسامة وتذمر:"أمي سأختنق"
ضحك هشام على كلمتها وكذلك سمية، ولكنها لم تنفك عن ابنتها أبداً بل ظلت محتضنة إياها بشوق بالغ، بينما آسيل كانت سعيدة جداً بحضن والدتها وكم كانت تحتاج لهذا الحضن الدافئ لتريح نفسها وتشعر بالراحة والأمان، تنهد هشام ليتحدث:
"ها هي آسيل ياسمية، لقد وفيت بوعدي لكِ"
نسيت ألمها ووجع قلبها منه، نسيت كل شيء فعله بها وابتسمت له ابتسامة واسعة لتتحدث بسعادة:
"شكراً لك، أكاد لا أصدق نفسي أشكرك جداً ياهشام"
ابتسم هشام بسعادة لإنه فعل شيئاً أسعدها بينما آسيل كانت تحتضن والدتها وتراقب نظراتهما لبعض، ابتسمت بسعادة كونها تجد الأمل ظاهر على وجهيهما من فكرة رجوعهما إلى بعضهما، تحدثت آسيل بتوتر:
"أمي لما تطلقتي من عمي وسيم؟ هل أزعجكِ أو أهانكِ"
عبست بوجهها وتنهدت بحدة لتقول:
"لا أريد أن أتحدث بهذا الموضوع، انسي أمره، نحن لسنا بحاجة له، لقد خرج من حياتي وانتهى"لم تكن ترغب آسيل بأن تسأل هذا السؤال ولكن فضولها قادها للتحدث، بينما هشام انزعج عندما سألت هذا السؤال ولكن جواب سمية أعجبه لذلك ابتسم برضى، حاولت آسيل أن تغير الموضوع لتقول:
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Roman d'amourحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...