" دُلني عَنْ قَلبِها
فإِنَ شَوقي يُحرِقُ
وأنا المُتيمُ لـِ لقِاء
حتى جَفاها أعشقُ "
____________________
مضى سبعة أشهر على حياة أبطالنا
ولكنه طرأ تغيرات كثيرة بهذه الأشهر، فباسل قد اعترف بحبه لماريا وقد كانت هي مشاعرها تجاهه تفوق الحد، فهي حقاً أحبته وصدقت قلبه وحبه، لم تنكر بأنها أحبته وكذلك لقد ألجمت الصدمة عليها حين اعترف لها بحبه، كما أنها فرحت كثيراً باعترافه ولكن لم تنطق بحرف وهذا مازاد من خوف باسل، نهضت وتركته مكانه متخبط بمشاعره، خائف من رفضها، وخائف من قلبها إذا حدث ولم يتقبل هذا الحب، ولكن ماجعله يطير من سعادته وتحليقه في السماء هو اعترافها بحبها له الغير المباشر بعد عدة أيام من اعترافه لها، كانت رقيقة بكلماتها، ينبع اعترافها بإحساس صادق، الآن علم باسل ما هو طعم السعادة والفرح، لذا قد قررا بعد ثلاثة أشهر أن يقيمان حفل زفافهما، طبعاً بعد أن أخذا رأي يوسف وموافقته، وقد جاءت والدة باسل وطلبتها بشكلٍ رسمي وتمت الموافقة وحددوا موعد الزفاف بعد ثلاثة أشهر وهما في غاية سعادتهما وفرحتهما.
أيضاً قد تجرأ ليث واعترف بحبه وإخلاصه لرنيم، طبعاً تحت تشجيع ماريا له ومساعدتها شجع نفسه واعترف لها بحبه، لم تنكر هي بأنها فرحت جداً ولمست الصدق بكلماته، ولكنها أحبت بأن تلعب بأعصابه قليلاً لذا قد رفضت الفكرة أولاً، ولكن تحت تشجيع ماريا لـ ليث بأن لا يتخلى عنها وإصراره عليها وافقت واعترفت هي أيضاً بمشاعرها تجاهه بكل صدق ومحبة، وقد كانت فرحته لا توصف حينما علم بمشاعرها الصادقة، وقد تقدم لها رسمياً وأيضاً تمت الموافقة، وتم تحديد موعد زفافهما بنفس اليوم الذي سيقام به حفل زفاف باسل وماريا.
بينما يوسف عندما علم بصدق مشاعر باسل لشقيقته وافق على الفور، هو لا يريد شيئاً من هذه الدنيا سوى سعادة شقيقته وراحتها، وكونها تحبه وتبادله المشاعر فليس لديه مانع أبداً بأن ترتبط شقيقته وتكون زوجة صديق طفولته، لا ينكر بأنه يشعر بالغيرة من باسل على شقيقته، ولكنه يخفي ذلك أمامهما ويحاول التحكم بأعصابه، هو أيضاً لا يريد أن يراها حزينة أو تخسر حب حياتها، يريدها سعيدة معه طوال عمرها، لا يريدها أن تجرب الخذلان وحرقة القلب من محبوبها لإنه هو قد جربه وذاق عذابه.
لا يكل ولا يمل عن تفكيره بشهد، يزداد حبه لها يوماً بعد يوم، منذ ذلك اليوم ورفضها له لم يعد يضايقها أو يشعرها بأي شيء، عندما يراها ينفجر قلبه من هيامه بها ولكنه يتحكم بأعصابه ويهدأ من روعه ويحاول التصرف معها بشكلٍ طبيعي، ومع كل مرة يحاول فيها يفشل لإنه يرتبك ويتوتر عندما ينظر لعيناها أو يحادثها، ومع كل ذلك لم يفقد الأمل بعد، سيظل يحاول معها إلى أن تقبل به وتكون له.
بينما شهد منذ ذلك اليوم مع يوسف ازداد حبها له ولفت نظرها بشكلٍ كبير، تعشق تفاصيله عندما يحادثها ويرتبك، تفكر في نفسها كيف لقلبها أن يحبه ويتعلق به وهي أصلاً كانت قد أقسمت على عدم محبتها لأحد أو تقربها من أحد، ولكن مع يوسف قد فعلت وأحبته، كانت تلتقي به نادراً عندما تأتي لماريا، لا تعلم بأنه يتعمد المكوث في المنزل كلما علم بأنها قادمة، يحترق قلبها ببعدها عنه وعجزها عن فعل أي شيء، أحبته وأحبت رجولته، كبر بعينها كثيراً عندما احترم رغبتها ولم يعد يفاتحها بموضوع الزواج، وهذا ماجعل قلبها يتمزق، نعم رفضته من أجله ومن أجل عدم ظلمها له، تظن نفسها بأنها ستقضي حياتها هكذا للأبد، كلما فكرت بأن يوسف سيتزوج من غيرها في يوم من الأيام تكاد تتمزق من داخلها وتأتيها رغبة كبيرة في البكاء، ومع ذلك وإلى حد الآن صامدة، قوية، بشخصية جامدة وواثقة، ألجمت الصدمة عليها وتعجبت كثيراً عندما علمت بسفر صديقتها دون حتى توديعها، حزنت كثيراً ببعدها لإنها دائماً ما تحتاجها، تتواصل معها وتحادثها كل فترة وقد علمت أيضاً ماهو سبب سفرها وأعطتها العذر، كما أن شهد قد حدثتها بشأن يوسف وهي من شجعتها وزادت من ثقة نفسها وقوتها وأخبرتها بعدم الاستسلام والمضي للأمام.
كحال الشبان والفتيات الذين صدموا جميعاً عندما علموا بموضوع سفر آسيل، عدا آسر الذي كان جامداً ولم يبدي أي ردة فعل لإنه يعلم بأنها ستفعل ذلك، قلبه يحترق لأجلها، نيران العشق توأد في قلبه، يشتاق لها، يحن لها ويعيش على ذكراها، في كل مرة تأتي سيرتها تلمع عيناه ويتنهد بحزن، فكر كثيراً بأن يسامح والديه فقط من أجل أن يسترجعها، ولكن لا، إذا لم يكن يريد المسامحة من قلبه فلن يستطيع استرجاعها، يعيش على أمل أن يلتقي بها يوماً، في كل ليلة يضع رأسه على الوسادة تأتي صورتها في مخيلته، ينظر لصورتها الموجودة عنده ويتأملها لساعات وساعات دون كلل أو ملل، يحترق من داخله ولا أحد يشعر به، لعن الحب آلاف المرات كونه وصل إلى تلك المرحلة بسببه، أصبح متعجرف، بارد، غاضب، غير مبالي أكثر من ذي قبل، ازداد سوءاً وازداد غضبه وأصبح الجميع يتجنبه خوفاً من غضبه، لا ينفك عن الشرب والتدخين، لم يعد يطيق حياته السوداء، ولم يعد يخالط أحد كثيراً، حتى يوسف قد بدأ يتجنبه وهذا مازاد من قلق يوسف عليه وقد علم بكل شيء حدث بينه وبين آسيل.
كان يفكر كثيراً بأن يميل لإحدى النساء ويخرج طاقته السلبية وعذابه بهن ولكن لم يستطع، حاول مراراً وتكراراً بأن يقترب من إحدى النساء التي تحوم حوله ولكنه مجرد تذكره لآسيل ينفر من المرأة ويبتعد عنها فوراً دون عودة، حاول كثيراً المضي في حياته وتكوين علاقات ولكنه عجز عن فعل ذلك، يريد أن ينساها بامرأة أخرى ولكن يعود لوعيه ويبتعد فوراً عندما يتذكرها ويؤنبه ضميره ويعاتب نفسه على طريقة تفكيره، هو لم يخنها بالجسد ولكنه خانها بالتفكير، وبعد عدة محاولات منه بالتفكير أيضاً لم يستطع أن يخرجها من عقله لحظة واحدة، يغضب من أبسط الأشياء ويفتعل المصائب فقط من أجل أن يفرغ شحنته السلبية.
بينما آسيل عندما سافرت إلى الإمارات كانت منهارة كلياً ونفسيتها متعبة بشكلٍ ملحوظ، أصبحت تائهة من بعده، حالها كحاله، لا تستطيع إخراجه من رأسها، ولم تستطع نسيان مافعله بها، ابتعدت عن كل شيء موجع وأوله هو فقط من أجل أن ترتاح، أيضاً ابتعدت عن الرسم فقط من أجل أن لا ترسمه لإنها تعلم جيداً حالما أمسكت الريشة والألوان سترسمه هو، لا ننكر بأنه قد طرأ تحسن عليها عندما ابتعدت قليلاً، مضت للأمام وأصبحت باردة ولم تعد تبالي بشيء، نعم تتذكره وتحن له وتشتاقه كل ليلة ولكن كبريائها لم يعد يجبرها على التنازل، ستنسى أو بالأصح ستتناسى فقط من أجل أن تعيش بسلام، هي تعلم بأنها لن تنساه ولكنها ستحاول، لقد مرت بصعوبات كثيرة هذه الفترة وتجاوزتها لذا ستتجاوزه هو أيضاً.
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...
