" بكيّنا اليوم ! غداً سنضحك
تعبّنا اليوم ! غداً سنرتاح
تألمنا اليوم ! غداً سننسى
أصابنا اليوم حزنٌ ! غداً سيعانقنا الفرح
لا شيء يظلُ ويستمر "____________________
نطقت باسم أبيها ملجمة الصدمة عليها وقد شلت حركتها، لمعت عيناها بالدموع، بينما هو كان ينظر لها بفرح واشتياق، نظر لها من رأسها إلى أخمص قدميها، كم تغيرت وكم هزلت، تقطع قلبه على ابنته الصغيرة، تقدم خطوة منها ليأخذها بأحضانه ليبثها كل مشاعر الأبوة والحنان والمحبة، بينما هي كانت تبادله الحضن بحب واشتياق وفرحة عارمة، ظلا على حالهما فترة من الوقت، ولم ينتبها لذاك الذي يقف ورائهما بملامحه الباردة المصطنعة، فصلت آسيل العناق عن أبيها لتنظر لذلك الذي يقف بجمود ويبتسم ابتسامة لم تصل لوجهه، نظرت له مطولاً وعيناها تحدثه بالكثير من الأوجاع والآلام التي سببها لها، لا تعلم أنه تعذب وتألم أضعاف وأضعاف، فقط ظلا ينظران لبعضهما مدة ليست بقصيرة، ظل حديث العيون مستمراً تحت نظرات هشام المتعجبة، تحدث آسر وعيناه كلها اشتياق لها ليقول:
"كيف حالكِ آسيل"
ابتسمت ابتسامة سخرية ونظرت له نظرة بمعنى حقاً ليبتلع ريقه بتوتر، هو يعلم بأنها غاضبة منه بشدة، يعلم بأنها اشتاقت له وتحن إليه، ولكنه كان غبي عندما أبعدها عنه، يريد أن يصلح كل شيء، يريد أن يعترف بحبه الجنوني لها، لن يتخلى عنها، سيتزوجها ويجعلها ملكه، لن يتركها أو يسمح لها بتركه، حمحم هشام لينتبها اثناهما له، دخلوا ثلاثتهم إلى الصالة وجلسوا ليلتفت هشام إلى ابنته ويحدثها بابتسامة:
"اشتقت لكِ كثيراً بنيتي"
ابتسمت ابتسامة واسعة لتقول:
"وأنا أيضاً أبي، لقد اشتقت لك كثيراً واشتقت لأمي ولشهد وللجميع"تنهد هشام ليقول:
"لا تقلقي عزيزتي، سنعود إليهم وسترينهم جميعاً"ابتسمت باتساع لتقترب منه وتحتضنه بشدة، بينما آسر ينظر لهما ويراقبهما بغيرة واضحة وغيظ، تمنى لو أن هذا العناق كان له، هو أحق من أبيها بهذا العناق، ولكن ليس وقت الغيرة الآن، فهو موقفه ضعيف جداً الآن ولا يعلم كيف سيرضي آسيل، نظرت آسيل له نظرة خاطفة، قررت تجاهله كلياً وصبت كل تركيزها على أبيها، تنهد آسر بحدة عندما رأى تجاهلها له، بينما هشام كان يحدثها كيف علم بكل شيء وكيف علم بوجودها هنا، حدثها بكل شيء وحدثها عن طلاق والدتها وقد صدمت كثيراً ولكنه لم يخبرها عن سبب طلاقها لإنه بالأصل لا يعرف السبب، فقط لم يحدثها بقصة شهد واغتصابها، لا يريد أن يعكر صفو مزاجها الآن، تريث قليلاً لعودتهما إلى البلاد وقرر من بعدها أن يحدثها بالقصة، كان يتابع حركاتها وحديثها وابتسامتها، كما أن هشام نسي وجوده كلياً وصب تركيزه على ابنته، كان آسر يكاد يموت من غيظه، لقد تم تجاهله كلياً من قبلهما، كان يجلس بينهما كالحائط، حمحم هشام بحياء وقد تذكر أمر آسر ليقول:
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...