صِراع

26.9K 980 85
                                        

" خُذني إليك

قَد حارَ نَبضِي في الهوى بينَ يَديْك

قَد سالَ الوردُ دمعاً مُرّّاًً شَوقاً إليْك

مَوْتاً حَياةً لا أُبالي فقَلبي لَديْك

خُذني إليك "

_____________________

في اليوم التالي
مكان يعم بالهدوء، لا يسمع به سوى صوت دقات القلب المنتظمة والتنفس المنتظم من فتحة الأوكسجين، في تلك الغرفة البيضاء، تتمدد تلك الفتاة الصغيرة مغمضة العينين، شاحبة الوجه، ولكن مع كل هذا لا يمنع بأنها مازالت فاتنة، دخل عليها آسر وليث ورنيم ويوسف ليطمئنون عليها وإلى الآن مازالت فاقدة للوعي، ينظر لها يوسف بملامح حزينة ومتعبة، بينما آسر قد انفطر قلبه على رؤيتها بهذا الشكل، كحال ليث الذي حزن عليها أشد الحزن ورنيم التي لم تجف لها دمعة منذ البارحة، تنهد يوسف بقوة وجمود، التفت إليه آسر لينظر له ويراه متعب بكل معنى الكلمة، تحدث آسر بهدوء:

"يوسف أذهب وأرح نفسك قليلاً، سأظل أنا معها"

جلب الكرسي ليضعه بجانب سرير أخته ليجلس عليه ويتحدث بتعب:
"لا لن أذهب، محتمل أن تستيقظ في أي لحظة"

تنهد آسر ليقول:
"حسناً عندما تستيقظ سأهاتفك لتعود هيا اذهب"

رفع يوسف حاجبيه وعيناه نصف مفتوحة ليقول:
"لا لن أذهب، سأظل هنا"

تدخل ليث بالحديث ليقول:
"يارجل انظر لوجهك كيف هو متعب، اذهب وأرح نفسك قليلاً ومن ثم عد إلى هنا"

تحدث يوسف بهدوء:
"لا، لا أريد ولا تتدخلوا بي أنا جيد هكذا"

لم يستطيعوا أن يتحدثوا، علموا بأن الحديث سيكون معه عقيم لذلك فضلوا الصمت، تنهد يوسف بقوة ليقول:

"كيف حال باسل؟ ألم يستيقظ بعد"

أجابت رنيم:
"لا، لقد هبط ضغطه لذلك فقد الوعي وإلى الآن لم يستيقظ"

ما إن أنهت جملتها حتى دخل عليهم باسل ووجهه شاحب وينظر بجمود، تعجبوا منه ليقول ليث:
"لماذا نهضت من سريرك"

تجاهل باسل حديث ليث وظل جامداً في مكانه ينظر لها مطولاً دون أن يرف له رمش، بينما يوسف يتابع نظراته لشقيقته وقد علم سابقاً سبب تعبه وإغمائه، ابتلع يوسف ريقه وظل صامتاً، بينما آسر يكاد رأسه ينفجر من المصائب التي تنزل فوق رأسه، لا يعلم كيف سيحل أموره وأمور الذين يهمه أمرهم، اقتربت رنيم من باسل ووضعت يدها على كتفه لتقول بحزن:

لأجلكِ أنتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن