في صباح اليوم التالي
استيقظ آسر على صوت رنين هاتفه ليتململ من فراشه بانزعاج، تنهد بغضب ليرى اسم المتصل، ومن غيره الذي يتجرأ ويوقظ آسر من نومه منذ الصباح الباكر غير يوسف، أجابه آسر بصوت ناعس وبرود:
"ماذا تريد"
أجابه يوسف بضحكة:
"أسف على إزعاج سموك منذ الصباح ولكن الأمر مهم جداً"
تحدث بانزعاج:
"حسناً ماذا لديك"
أجابه يوسف بجدية:
"بالنسبة للشبان الذين يتاجرون بالمخدرات في الجامعات لقد جمعنا عنهم معلومات كافية، أريدك أن تأتي إلى المكتب لإنني سأبعث بدوريات لكي يتم القبض عليهم لإنه سهل الوصول إليهم كي نبدأ بالتحقيق معهم"
أجابه آسر وقد استعاد وعيه بالكامل من نومه:
"حسناً سآتي، ولكن ماذا عن سهيل؟ هل عرفتم مكانه أو أي شيء عنه"
تحدث يوسف:
"لا لم يصلنا أي أخبار عنه إلى حد الآن"
تنهد آسر بحدة وقال:
"حسناً لن أتأخر إلى اللقاء"
أنهى آسر اتصاله ونهض من فراشه لكي يقوم بفعل روتينه اليومي ومن ثم ارتدى بذلته العسكرية متوجهاً إلى عمله.
بينما يوسف كان يجلس في مكتبه شارد الذهن بحال أخته، بدأ الشك يراود قلبه لذلك وضع أحد الحراس ليقوم بمراقبتها لكي يأتيه بكل التفاصيل وإلى الآن لم يأتي له بخبر سيء عنها وعن تحركاتها، تنهد بملل وقام بإرسال دوريات إلى جميع الجامعات التي يوجد فيها الشبان الذين يتاجرون بالمخدرات بعد أن أعطاهم المواصفات والأسماء والمعلومات الكافية عنهم، استلقى باسترخاء على كرسيه بعد أن خرج العسكري من مكتبه منتظراً قدوم آسر إليه.
-------------------------
تململت آسيل في فراشها وهي تفتح عينيها بصعوبة بسبب أشعة الشمس التي داعبت وجهها من نافذة غرفتها، نهضت من فراشها لتقوم بفعل روتينها اليومي كالعادة وتجهز نفسها للذهاب إلى جامعتها، ارتدت ثيابها ومن ثم اتجهت لباب غرفتها وضعت يدها على مقبض الباب لتسحبه ولكنه لم يفتح، بقيت تحاول مراراً وتكراراً ولكن دون جدوى، عقدت حاجبيها باستغراب ليبدأ قلبها بالخفقان بشدة وكأنها خائفة من الذي في بالها، تذكرت هاتفها لتقوم بالبحث عنه ولكن لا فائدة لإنها لم تعثر عليه، بقيت تبحث وتبحث ولكن لم يقع بيدها، توجهت مرة أخرى إلى باب غرفتها وبدأت تدق على الباب بعنف وتصرخ بأن يفتح لها أحد الباب ولكن لا حياة لمن تنادي لإنه لم يكن أحد بالمنزل، ظلت واقفة مكانها تحدق بالفراغ بذهول وبدأت نواقيس الخطر تدق عندها، هل يعقل بأنها حجزت بغرفتها؟ هل خالتها هي حجزتها؟ ولكن لماذا؟ لم تفعل شيء كبير كي تحتجزها بالغرفة، لما فعلت ذلك؟ وكيف ستخرج من هذه الغرفة؟ ظلت تجول بنظرها بأنحاء الغرفة لكي تقع عيناها على النافذة التي تؤدي إلى حديقة المنزل، توجهت إليها بسرعة البرق، هي حسمت أمرها قررت أن تهرب وتعود أدراجها إلى منزل والدتها ريثما يعود والدها وتحدثه بكل شيء حدث، ألقت بنظرها للإسفل من خارج النافذة لترى أن المسافة بعيدة جداً لا تستطيع القفز للأسفل، ظلت تبحث عن أي طريقة تساعدها على القفز من النافذة ولكن لا فائدة، هبطت دموعها على وجنتيها وانفجرت بالبكاء وهي تلعن وتشتم خالتها لإنها بهذه الحقارة، ظلت تركل الباب بقدميها بعنف وتصرخ طالبة النجدة.
بهذه الأثناء كانت قد وصلت أحلام إلى المنزل وبرفقتها مالك من أجل تنفيذ خطتهما بحق الفتاة، ابتسمت أحلام ابتسامة مكر حالما سمعت صوت صراخ آسيل ومناجاتها ليبادلها مالك بالابتسامة، صعدا إليها وفتحت أحلام باب غرفتها لتتراجع آسيل عدة خطوات للوراء ومن ثم ترى أحلام وخالها، كانت حالتها مبعثرة جداً، عينان متورمتان من شدة البكاء وشعرها بدى بحالة فوضوية وتقاسيم وجهها تدل على الصدمة والغضب، حالما رأت خالها تسمرت في مكانها لتراه ينظر لها بابتسامة مستفزة لتوجه نظرها إلى أحلام بصدمة ومن ثم تعقد حاجبيها، وبدأ السؤال يدور ببالها (ما علاقة أحلام بخالها)، عقلها كان يعمل كالماكينة ولم تنطق بحرف وكأن لسانها قد شل عن النطق، ابتسمت أحلام ابتسامة ماكرة لتقول:
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
عاطفيةحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...
