عذراء

40.5K 1K 107
                                        

تركض تلك المرأة بأرجاء المستشفى كالمجنونة بحثاً عن ابنتها الوحيدة وهي تتحسر عليها، لم تصدق عندما أخبرها الضابط بأن ابنتها قد تعرضت للأغتصاب، ما إن سمعت هذا الكلام حتى بدأت بالصراخ والبكاء بينما زوجها جلس على الكرسي وسقطت دموعه معلنة عن حرقة قلبه على وحيدته، لم تنتظر زوجها ذهبت فوراً إلى المستشفى لترى ابنتها، بدأت تصرخ بالأطباء وتمسك بكل أحد تجده أمامها وتسأله عن ابنتها كالمجنونة، وصلت إلى آخر الممر وسألت عن ابنتها ليقولون لها بأنهم يفعلون لها الإجراءات اللازمة ويقومون بمعالجتها، انتحبت بشدة وبدأت بالبكاء ليأتيها زوجها على الفور، لم يصدق بأن ابنته تعرضت للاغتصاب، أراد أن يشرب من دمه ليروي عطش قلبه المفطور، هبطت دموعه على وجنته من دون سابق إنذار ليرى الضابط متوجه لهما وبرفقته اثنان من العساكر، وقف يوسف أمامهما وهو يرى هذان الأبوان كيف هي حالتهما من أجل ابنتهما الوحيدة، خرج الطبيب من الغرفة التي بها شهد وما إن رأوه حتى نهضا بسرعة باتجاه الطبيب، بينما يوسف تحدث مع الطبيب بقلق ليقول:

"كيف حالها أيها الطبيب"

تنهد الطبيب ليقول:
"لقد تعرضت للأغتصاب بأبشع الطرق وليس مرة واحدة، بصراحة وضعها حرج جداً ولكن لا تقلقوا لا يوجد خطر على حياتها، لقد نزفت كثيراً ولكن استطعنا إيقاف النزيف، ستستيقظ على الأغلب غداً ولكن عليكم أن تحرصوا على سلامتها لإنها ستتعرض لصدمة شديدة وحالة نفسية سيئة"

أنهى الطبيب جملته ورحل من أمامهم، انتحبت الأم بشدة بينما والدها ظل صامت عاجز مكسور الخاطر، يرى وردة عمره ذابلة ولا يستطيع أن يحرك ساكناً، تنهد يوسف بعمق ليقول مهدئاً:

"ستتحسن حالتها ان شاء الله"

تحدث سليم بجمود:
"أريد أن أرى ذلك السافل"

تنهد يوسف ليقول:
"نحن لم نستطيع أن نقبض عليه يا عم، لقد هرب بآخر لحظة ولكننا نبحث عنه وصدقني سنجده، نحن نبحث عنه منذ زمن لا تقلق سنجده وسينال عقابه"

ظلت هدى تبكي وتنتحب بينما سليم هز رأسه باستسلام وحزن ليردف يوسف:
"علي الرحيل الآن ولكن سأعود غداً إن شاء الله كي أرى شهد"

حرك سليم رأسه بايجاب وجمود ليرحل يوسف تاركاً وراءه والدان انفطرت قلوبهما من شدة حزنهما على وحيدتهما.

____________________

جالس في غرفة مكتبه يكاد يبكي من فقدانه لابنته، لا يعلم أين هي، بحث عنها كثيراً بمساعدة مصادره الخاصة ولكن لم يرى لها أثر، يكاد يجن يريد أن يراها فقط، يحتضنها ويضمها إلى صدره، هو نادم على تركه لزوجته وابنته، نادم من خوفه على نفسه عندما هددوه بالابتعاد عن زوجته، لم يكن بوسعه فعل شيء سوى الصمت والاستسلام، ولكن ليس بعد الآن، لن يستسلم وسيجد ابنته ويعيد زوجته إليه، وصله خبر طلاقها وابتعاد زوجها عنها ولكن لا يعلم ما السبب وفرح جداً، ولكن بنظره لا يوجد للفرح مكان بما أن ابنته مفقودة وزوجته بعيدة عنه، سيفعل كل شيء لأجلهما وسيعيدهما إلى حضنه ولن يتخلى عنهما أبداً.
تنهد بحزن وتعب من كثرة التفكير، سمع صوت جرس الباب يدق كثيراً تعجب من أنه لا أحد يفتح الباب، ظل الجرس يرن إلى أن نهض هو ليفتح الباب، تعجب عندما لم يرى أحداً أمام الباب، التفت يمين ويسار ولم يجد أحد، وجه نظره إلى الأرض ليرى ظرف بحجم الكف، حمله وعقد حاجبيه باستغراب، فتحه ورأى عدة صور لابنته وهي بأحضان الرجل، أحلام هي من تولت أمر الصور وعدلتها بطريقتها، وجد صور ابنته بعدة وضعيات، جحظت عيناه وبدأ قلبه يطرق بعنف، ابتلع ريقه وعاود النظر للصور التي بين يديه، لم يصدق أن ابنته هي التي بالصور، هو يعرف ابنته جيداً ليست من هذا النوع الرخيص، لم يصدق هذه الصور، مزقها فوراً ولم يستطيع أن يرى بقية الصور، تنهد بحنق وقلق، ما الذي يحدث معها الآن؟ ماذا تفعل؟ ماذا تأكل؟ كيف تعيش؟ كل هذه الأسئلة كانت تدور في عقله، انتشله من شروده رنين هاتفه ليرى المتصل أخته هدى، أجاب فوراً:

لأجلكِ أنتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن