عرض زواج

36K 1.1K 39
                                    

بعد مرور يومان
قرر هشام بأن يأخذ آسيل إلى منزل والدتها لزيارتها، فرحت آسيل كثيراً لإنها وأخيراً سترى والدتها وعمها وسيم، اتجه هشام بها إلى منزل سمية ليصلان بعد وقت ليس بقصير، اتجها إلى باب المنزل ليقرع هشام الباب وقلبه يقرع كالطبول كونه سيقابل محبوبته، فتحت سمية الباب وصدمت عندما رأته واقف أمامها ببرود مصطنع وبجانبه آسيل التي ابتسمت بسعادة حالما رأت والدتها لتلقي بنفسها في أحضان والدتها، فرحت سمية بزيارة آسيل كثيراً وكأن هموم الدنيا كلها أزيحت عنها حالما رأت ابنتها، ولكن وجود هشام أربكها كثيراً، رحبت بهما واستقبلتهما لتدخلهما إلى الصالة ليجلسون ثلاثتهم.
كان هشام يتابع حركات سمية ونظراتها المرتبكة وشرد قليلاً بها وبابنته، تمنى لو كان يحظى بقليل من السعادة مع زوجته وابنته وهو بين عائلته الصغيرة ولكن إلى الآن لم يتحقق حلمه، كم تمنى أن يحظى ولو بقليل من أحضان سمية ووجودها معه ولكن لا لم يحدث ذلك، تنهد بثقل وحسرة بينما آسيل وسمية كانتا تتسامران وتطمئنان على بعضهما، وجه هشام حديثه لسمية ليقول:

"كيف حالكِ سمية"

أجابته بتوتر:
"بخير، وأنت كيف حالك"

ابتسم لها وقال:
"بخير أيضاً"

ابتسمت له ابتسامة متوترة لينظر لها بكثير من المشاعر، شوق، حنين، ضياع، ألم، حسرة، والكثير من المشاعر، تنهد بحرقة ليلتفت إلى حديث سمية الموجه له وهي تقول:
"ممم كيف حال زوجتك وأولادك، لما لم تأتي بهم إلى هنا"

ابتسم ليقول:
"لا اكتفيت بجلب آسيل لكِ الآن، مع الوقت إن شاء الله تأتين أنتِ أيضاً إلينا"

ابتسمت بارتباك وحركت رأسها موافقة لتسمعه يقول:
"إذاً أين هو السيد وسيم، أليس بالمنزل"

تحدثت سمية:
"لا ليس بالمنزل لديه بعض الأعمال، ولكن اقترب موعد مجيئه"

حرك رأسه متفهماً ليبتسم لها وتبادله الابتسامة ومن ثم تشيح بنظرها عنه إلى ابنتها التي كانت تراقب الحديث بالكامل لتنظر لهما نظرة شك، عم الصمت في المكان لتخطر على بال آسيل فكرة وتوجه حديثها لوالدتها وتقول:

"أمي أريد أن آخذ بعض الأغراض الخاصة بي من غرفتي"

وهمت بالنهوض والرحيل من المكان دون أن تسمع جواب والدتها، لترتبك سمية وتلعن نفسها مئات المرات على هذا الموقف الذي وضعت به، ابتسم هشام وفهم على آسيل بأنها تركت لهما المجال لتتركهما يأخذان بعض الوقت بالحديث بمفردهما، تنهد تنهيدة خفيفة لينظر إلى سمية المرتبكة ليسمعها تقول:

"مم حسناً سأنهض لأعدّ القهوة، عن إذنك"

همت بالنهوض ليوقفها صوته قائلاً:
"لا أريد شيئاً اجلسي سمية"

لأجلكِ أنتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن