الحقيقة المرة

30.2K 1K 171
                                    

في بيت وائل
عازم على إجراء اتصال مصيري، ينتظر الرد وهو متلهف لما سيحدث بعد قليل من الوقت، سينتقم من كل من أبعدها عنه، وسيعاقب نفسه على سذاجته من بعدها، ينتظر رده بفارغ الصبر، رنة رنتان ثلاث ويجيب ببرود:

"نعم"

تحدث وائل ببرود متبادل:
"سيد هشام"

أجابه:
"أهلاً من معي"

أجابه ببرود:
"مم لا أعلم كيف أبدأ الحديب معك ولكن أنا مضطر جداً لإن أقابلك بمنزلك أنت وزوجتك المدام أحلام والمدام سمية ماذا قلت"

عقد هشام حاجبيه باستغراب ليقول:
"من تكون؟ ومن أين تعرفني وتعرف أحلام وسمية"

ابتسم وائل بسخرية ليقول:
"أليس أنت والد آسيل"

لهف قلبه من سماع اسم ابنته ليتحدث بسرعة:
"أجل أنا والدها، أنت تعرفها؟ أين وجدتها؟ وكيف حدث ذلك؟ أرجوك دعني أراها تفضل إلي في أي وقت حسناً"

اتسعت ابتسامة وائل ليقول:
"حسناً حسناً بالمناسبة اسمي وائل ولقد تكلمت مع طليقتك المدام سمية وقلت لها بأنني أود مقابلتها ومقابلة حضرتك من أجل موضوع ابنتكما آسيل ولقد تلهفت لمعرفة الخبر الذي سآتيكم به، إذا سمحت وتكرمت اذهب واجلبها لمنزلك ريثما أصل إليكم"

تحدث هشام بسرعة:
"حسناً سأجلبها فوراً ولكن أرجوك لا تتأخر"

تحدث بشرود:
"لا تقلق سآتي في الحال"

أنهى جملته وأغلق الخط بسرعة ليبتسم بسخرية على ما سيحدث ويتخيل منظر أحلام عندما يكتشف زوجها حقيقتها، سيحدثهم بكل شيء وسيفعل مافي ذهنه من بعدها وهو مرتاح البال.

----------

بينما عند هشام ما إن أغلق الخط حتى توجه راكضاً للأسفل وهو يرتدي سترته بسرعة، التقت به أحلام وهو يهبط بسرعة لتعقد حاجبيها باستغراب وتقول:

"على رسلك عزيزي إلي أين"

تحدث بسرعة وهو متوجه نحو الباب:
"سيأتي ضيف الآن سأذهب لأجلب سمية هناك أمر مهم انتظريني"

ما إن سمعت اسم سمية حتى تغلغل الدم في رأسها وتنهدت بغل و حدة، ماذا يريد منها؟ ولماذا سيأتي بها؟ ماذا يحدث؟ يا لها من لعينة هي وأخاها، اللعنة عليهما وعلى آسيل، هذا ماكانت تحدث نفسها به، تنهدت بحنق وتوجهت لغرفة المعيشة منتظرة قدومهما وقدوم ذلك الضيف الذي تجهله، لا تعلم بأن جحيمها قادم وبأن اليوم سيكون آخر يوم لها في هذا المنزل.

----------

يقود سيارته بسرعة كبيرة كالمجنون، يدعي بسره أن تكون ابنته مع ذلك المجهول ويأتيه بها، متلهف ومتشوق لرؤيتها وضمها لصدره معطياً حنانه الذي حرمت منه طوال العشرون عاماً، غير ذلك لا يعلم ما سر خفقان قلبه بسرعة كلما جاءت سيرة سمية على الألسن، فما باله إذا كان ذاهب لرؤيتها ولجلبها معه إلى بيته أيضاً.
ركن سيارته على الجانب الأيمن، هبط من سيارته ليتوجه مسرعاً إلى محبوبته بقلب صارخ من شوقه لاسترجاعها، أخذ نفس عميق وطرق على بابها ليأتيه صوت خطواتها من الداخل وتفتح الباب له وهي مستعدة للخروج معه، نظر لها بشوق وهيام لتلاحظ نظرته وتتجاهله، تحدثت معه ببرود عكس شوقها له الذي بداخلها لتقول:

لأجلكِ أنتِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن