جالسة في السيارة صامتة، حزينة، لا حول لها ولا قوة، لا تعلم ما الخطأ الذي ارتكبته حتى تعامل بهذه القسوة والجفاء، لم ترى أي ذنب اقترفته وشعرت بأنها مظلومة من هذه المعاملة، شعرت بالإهانة عندما لم يصدقها أخيها وقام بأخذها للطبيبة لكي تكشف عليها، هي سليمة وتعلم نفسها وقد قالت هذا الشيء لآسر ولكن لم يصدقها أخيها إلا بعد أن أخذها إلى الطبيية وقد شعر يوسف بالفرح والارتياح عندما تأكد من سلامتها وشعر بقليل من الحزن على أخته لإنه ظلمها ولكن لن يتنازل وسيظل على موقفه وجفائه ولن يسامحها بسهولة.
بينما آسر كان حزين جداً على ماريا وقد لام يوسف كثيراً على معاملته وشكوكه ولكن لن يستطيع تغيير يوسف أبداً.
هبطت دموع ماريا على وجنتها وبدأت بالبكاء بصمت ولكن يوسف انتبه لها ولعن نفسه مئات المرات وتنهد بحرقة بينما آسر حاول أن يكسر الصمت ويحدث ماريا ليقول:
"ما بكِ ماريا، ألا تريدين المخدرات خاصتكِ"
ظلت صامتة ولم تتحدث ليتنهد بقوة وينظر ليوسف الذي كان مشغول بالقيادة ليبادله يوسف النظرة ويعود فوراً بنظره للأمام.
بعد وقت قصير وصلوا ثلاثتهم للمنزل لتهبط ماريا من السيارة متوجهة فوراً إلى غرفتها ليلحق بها كل من يوسف وآسر، دخلا للصالة وجلسا لينظر آسر إلى يوسف الذي كان يريح بجسده على الأريكة متكأ برأسه ومغمض العينين ليقول آسر:
"والآن قد تأكدت من شكوكك، ألن تقوم بمسامحتها"
فتح يوسف عينيه ليوجه نظره إلى آسر ويعتدل بجلسته ويقول:
"لا أريد أن أتحدث بهذا الموضوع، انسى الأمر"
نفخ آسر خديه ليقول:
"اسمع يا أحمق ماريا لن تتحمل أكثر من ذلك هي بحالة نفسية الآن وإذا لم تكن بجانبها ستسوء حالتها خصوصاً بعد أن أخذتها إلى الطبيبة"
تمعن يوسف بوجه آسر وبدأ كلامه يتردد بعقله، ابتلع ريقه وشتت نظره بأنحاء الغرفة ليعود بنظره لآسر ويقول:
"انسى الأمر الآن"
انتفض آسر ونهض ليتحدث بغضب:
"أيها اللعين لما لا تستوعب؟ ماريا بحاجة إليك الآن إذا لم تسامحها ستتعرض لمضاعفات كثيرة، هل تريد أن تفقد أختك قل لي ها؟ لما أصبحت بهذه القسوة؟ أقسم لك إذا بقيت على حالك سآخذها معي إلى منزلي"
ابتسم يوسف ابتسامة سخرية لينهض ويقف أمام آسر ويقول:
"ماريا لن تذهب إلى أي مكان هذا أولاً، وثانياً لا تتحدث عن القسوة وهي أصبحت جزءاً منك"
تشنجت ملامح آسر ليردف يوسف له ببرود:
"عندما تسامح أنت سأسامح أنا، أظنك فهمت قصدي"
رفع آسر حاجبه وحرك رأسه موافقاً بحدة ليخرج من المنزل تاركاً ورائه يوسف الذي يتآكل من ندمه على الكلام الذي قاله لابن عمه وعلى معاملته مع شقيقته ولكن هو يفكر بأن لا أحد يفهمه والكل يلومه على هذه المعاملة، ولكن هذه الغلطة التي فعلتها أخته بالنسبة له لا تغتفر لذلك سيكون صارم معها كي تتعلم درسها وسيحاول أن يكون حريص على سلامتها.
أنت تقرأ
لأجلكِ أنتِ
Romanceحياتي كانت عبارة عن قسوة وجبروت .. لم أكن أعلم بأنَ تلكَ الفتاة ستُغير مجرى حياتي وتقلُبها رأساً على عقب .. أقسمتُ على عدم الحب ولكن هي فعلت المستحيل ووقعتُ في شباكها وأحببتها .. اعترضت دربي وصوبت حُسنها على قلبي لذلك استسلمتُ وأحببتُها .. لأجلكِ...
