تشابتر 57

319 17 7
                                    

تقدمت لوضع المعطف على كتف تروي لأربت قليلًا عليه. إبتسمت اليه ليبادلني بواحده...

- حسنًا الآن يجب أن تذهب لتنام فالوقت قد تأخر بالفعل وأنتْ أمامك يومٌ حافل في الغد!
- حافل بالفعل!

صمت لعدة ثوانٍ ولكنه لم يتحرك من مكانه، وكأنه يفكر في شيءٍ ما. تنهد لينظر إلي حاول فتح فمه ولكنه تردد ليعود خطوة للوراء. شددت بقبضتي على كتفه لأنظر إلى عينيه مباشرةً...

- ماذا تروي؟ لا تظن أنني لم أرى هذا!!
- إنه فعلًا... ولكن...
- لكن ماذا؟

نظرت إلى تروي بحاجب مرفوع ليعود ويقف أمامي كما كان ثم يطلق تنهيد صغيره...

- حسنًا! ... في بداية معرفتي بقدوم أمي، خطرت ميلا في بالي أولًا... أعني... هي تعرف كل شيء منذ البدايه و.... كانت موجوده في معظم تلك المواقف ... أنا حقًا لا أقصد التقليل من شأنك أو إهانتك إيڤا!!
- مهلًا تروي! لم اجد في أيٍّ مما قلته إهانه! ميلا صديقتك المقربه وكانت معك منذ وقت طويل وشهدت معظم تلك الأشياء وأيضًا لا تحتاج لشرح فهي تعرف كل شيء بالفعل، لو كنتُ أنتْ لفكرت بميلا كذلك!

قد يكون ما أفكر فيه مختلفًا ولأسباب وأهداف مختلفة ولكن الفكرةُ واحده. علاقة ميلا وتروي قد تتطور، وهذا قد يكون شراره او لسعه لتروي يبدا بذلك. لقد كانت أول من فكر فيه في وقت صعب كهذا، وهذا يفسره شيءٌ واحد لميلا مكانه خاصه لدى تروي!. رفع تروي رأسه ليبتسم...

- لكن مناقشة هذا الأمر على الهاتف... لا أعلم وجدته بلا فائده، عادةً كانت ميلا بجانبي، تعانقني، تمسك بيدي، تنصت إلي حتى أخرج كل ما بداخلي ثم تقدم لي بعض النصائح. وجدت حصول هذا صعبًا خصوصًا في هذا الوقت، لذا...

تنهد تروي لينزل رأسه وهو يحك مؤخرة عنقه بيده اليمنى والأخرى تتكئ على خاصرته. إرتسمت على وجهه إيتسامه باهته قليلًا ليرفع رأسه مرةً أخرى وينظر إلي وبتلك الإبتسامه...

- ... أجل... خرجت لإستنشاق بعض الهواء لأتذكر الفوضى في... في غرفة المعيش خاصتك. أنا أحتاج لبعض الإلهاء وإعتقدت أنه الحل المناسب!... تنظيفها أعني. لكن ذلك لم ينفع أيضًا! إذ أنني وجدتني أجلس على عتبة منزلك أتعمق أكثر في التفكير في الأمر. كنتُ يائسًا جدًا حقًا!...

أنفاسٌ ثقيله تتقطع، صوتٌ يرتجف وتروي بوجهٍ أحمر وانا حقًا وفي هذه اللحظه لم أعد متأكده هل البرد هو السبب أم شيءٌ أخر!... سكتَ تروي لبضع ثوانٍ محاولًا التهدئه من روعه. ليَتبع حديثه...

- ... ولكن رؤيتك قادمة من ذلك اللامكان وظهورك من ذلك العمقِ المُظلِم، جعلني أشعر بأنها إشارة!!... أجل!.. إشارةٌ من الإله ليُخبرني أنني يأست أبكر من اللازم، أن مازال لدي أحد...

صمتٌ أخر، تنهيدةٌ أخر وإتباع...

- ... ما أحاول قوله إيڤا.... أنني حقًا سعيدٌ أنها كانت أنتِ.

At least No one will miss me! Z.Mحيث تعيش القصص. اكتشف الآن