الفصل الثامن

40.2K 1.2K 83
                                    


 وللمرة الثانية..
لا غُفران للمرأة ، للرجلِ أن يفقدَ شرفَه ويستعيدهُمرةً أخرى ، أما المرأة فليس متاحًا لها ذلك ، ليس بإمكانها
كورماك مكارثي

وهي إمرأة .. هي فقدت !
- زيان
صرخت روسيل بذعر قابضة بقوة فوق رسغيها ونظرت لها زيان ببكاء وإرهاق قبل أن تعافر معها محاولة دفعها ولا تريد نجاتها ..
ولم تفعل ذلك ليشفقوا عليها.. هي حقاً لا تتمني غير الموت والتخلص!
- افتحي الباب .. في ايه ؟
هتف عليها يوسف ونهضت ناظرة لصراخ زيان الهستيري وتساقط الدماء منها
- الحقوها انتح..
ولم تتابع متراجعة للخلف من دخول يوسف وخلفه موسي ليتوقف إياس بصدمة علي الباب
لا يشعر بشئ وفقط يري إنقلاب حياته ..
يري اختفاء اخته!
- حاسب اديها
قالها يوسف بألم من تحريكه الخطأ لذراعه المعلق برقبته وخرج موسي حاملاً جسدها لتميل دافنة وجهها في صدره ببكاء شديد متوسلة عدم انقاذها وتركها وهي نفسها لا تصدق ما وقعت فيه وما حدث لها

*****

-انت اتجننت ازاي عملت كده ؟!
هتف يمان بحنق ونفخ نادر بعصبية
- انا معرفتش افكر .. قلت كده هيبعدو عني وخلاص كأني واحد ساعدها
وقبض يمان فوق ياقة قميصه هادراً
- انت عارف دي بنت مين اصلا؟!.. مين دول اللي يبعدوا عنك الله يخربيتك
تراجع نادر للخلف من نفضته فِيما رفع يمان هاتفه محاولاً معالجة الموقف
- هديك رقم تلفون.. امسح السجل بتاعه فوراً
جلس نادر بقلق ولا يعلم من هم عائلتها وكل همه كان الاتصال بهم من رقم غريب وكأنه شخص حاول مساعدتها
- ما كان كفايا كلمته من تلفونها.. ليه تورط نفسك؟
نظر نحو يمان الثائر وبرر بندم
- صدقني انا قلت ممكن يلبسوني فيها فرجعت خدت رقمه وكلمته كأني لقتها في الشارع وبحاول اساعدها وخلاص
والتفت يمان بحنق وعصبية
- مدام كده ياغبي كنت فضلت معاها كأنك لقتها .. مش تهرب وتسبها
ابتلع ريقه معترفاً بسقوطه الغبي
- طيب هي بنت مين ؟
ولم يُجيبه يمان متسائلاً بغضبٍ ترتفع وتيرته دون الهبوط
- انت كلمت مين ؟!
- كلمت أخوها باين.. اسمه إياس ورجع اتصل بيا وسألني لقتها فين بس انا اتوترت وقلتله متتصلش بيا وكفايا اني ساعدتك توصلها
نظر يمان بنفاذ صبر للأعلي واغمض عينيه محاولاً الهدوء ليهمس بأمر قاسي
- اطلع بره.. مش عاوز اشوف وشك وحسابنا بعدين عشان تعرف تخطط وتدبر
اومأ نادر بصمت وتراجع تحت رنين الهاتف الذي جعله يتنهد بعدما تم مسح سجل اسمه من شبكات الاتصال!

*****

لا شيء يُطفِيء النور الذي يُشِّعُّ من الداخِل.
مايا أنجيلو

لكن نورها إنطفأ..
والدها أطفئه.. والدتها أطفئته..

- ti odio fahmy(انا اكرهك فهمي)
رمشت متذكرة صوت والدتها الباكية وانتفضت مشاهدة صفعته لها لتصرخ عالياً بإستنجاد
-
aiutami (ساعدوني)
احتمت بالحائط تبكي بقوة وصرخت بذعر طفولي من شعورها بأحدٍ خلفها لتنظر لوجه إياس الذي إحتضنها بقوة رابتاً فوق رأسها حتي حملها صاعداً لغرفته برغم صغر سنه وقتها
- زيان
ناداها وارتعش جفنيها متذكرة صوته الصغير وهو يناديها ليحملها فوق ظهره محاولاً حمايتها من تلك المشاهد المؤلمة بين أبويها راكضاً بها في الحديقة ولا يتوقف حتي تضحك وتنسي ما يحدث في الداخل
- ليه عملتي فيا كده يازيان ؟
سألها بدموع مُقبلاً كفها وعادت جفونها ترتعش
- وزيان مش بنتي .. بنت عشيقك انا عارف لانك واحدة ***
سالت دمعة من جانب عينها متذكرة صراخ ابيها ليضربها هي في النهاية وكأنه ينتقم منها هي بينما ذهبت والدتها هاجرة الجميع دون أن يرف لها جفن
ابتلعت ريقها ببكاء مشاهدة جمعها لحقيبتها لتهاتف ذلك الرجل الذي يحبها أو كما يسميه ابيها بالعشيق
-
mamy ( امي)
همست بها ببكاء وتخطتها والدتها بمسبات خصتها وخصت ابيها لتمر أيامها بصمتٍ حزين من بين محاولات إياس لإسعادها حتي صُدمت من رؤية خالتها مع ابيها لتتوقف برعشة مبللة بنطالها بصدمة
- وحشتيني يا زيان.. عشان خاطري متسبنيش
وصلها صوته الباكي كما كان يبكي قديما مبدلاً ملابسها ليُقبلها بحنان مصراً علي تنويمها في حضنه
- بنتي
التفت إياس علي صوت أبيه وتجاهله بضيق بينما اقترب فهمي بخوف معتقدأ أنها سقطت وانجرحت دون قصد
- ازاي اتعورتي ياحببتي ؟
لم يُجيبه ونهض بصمتٍ تاركاً له الغرفة ليتوقف في الخارج جانب موسي الصامت بأنفاس ثقيلة وكأنه يغلي كالمُوقد!
- مش عاوز حد يعرف حاجة
قالها إياس بحزم ونظر له موسي مُضيقاً عينيه
- دا اللي هامك؟!.. مش اننا نوصل لابن ال*** اللي عملها
- هنوصله .. بس مش عاوز بابا يعرف ولا عمو رشيد ولا حتي مراتك
مالت شفتيه بسخرية وواجهه بنظرات قوية
- زيان تبقي شرفي زي ما هي شرفك دا رقم واحد
رقم اتنين .. لو موصلتش اللي عملها انا هجوزلك اختك جوازة تليق باللي حصل معاها
رقم تلاتة لو مبررتش اللي عملته ومطلعش غصب عنها انا هقتلها .. واضح
- مش هتلمسها يا موسي .. وملكش فيه انا بقولك اهه
- طيب ابقي وريني كده مليش فيه ازاي .. ووريني هتعمل ايه
- ممكن تهدوا شوية
قالها يوسف بضيق من حديثهم الحاد ونفخ موسي ناظراً للفراغ امامه حتي اتاه الاتصال بأن الرقم دون بيانات لكنه كان لشخصٍ يدعي نادر حسن
- اعرفلي مين الواد دا.. عاوز كل حاجة عنه وحاول تشوفلي ليه الرقم من غير بيانات
قالها أمراً والتفت علي خروج عمه من غرفة زيان
- ايه اللي حصلها.. وقعت ازاي واتعورت
- كان في ازازة مية واتكسرت وهي وقعت فجأة فانجرحت الحمدلله هي كويسة اهه
تحدث يوسف بهدوء وثبات وكأن هذا ما حدث حقاً واومأ فهمي ماسحاً فوق خصلاته بضيق حتي حضر رشيد وإطمأن عليها ليأخذه عله يهدأ من اعصابه وقلقه

خيوط عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن